تحتفل الكنيسة المصرية بـ"خميس العهد" في الثاني من مايو، وهو إجازة رسمية للمسيحيين، حيث يحيي ذكرى العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه قبل صلبه.
يعتبر هذا اليوم من الأعياد السيدية الصغرى في الكنيسة القبطية، ويقع بين عيد أحد الشعانين وعيد القيامة المجيد.
في خميس العهد، تتذكر الكنيسة أحداث العشاء الأخير، حيث قام السيد المسيح بمشاركة الخبز والخمر مع تلاميذه، وأعطى لهم وصية المحبة والخدمة، التي تمثل جوهر الرسالة المسيحية. يعد هذا اليوم مقدمة لأحداث أسبوع الآلام، الذي يتضمن الجمعة العظيمة ثم القيامة المجيدة.
وباعتباره إجازة رسمية، يتاح للمسيحيين في مصر فرصة المشاركة في القداسات والفعاليات الدينية التي تميز هذا اليوم، حيث تُقام الصلوات الخاصة بخميس العهد في الكنائس وتُذكّر المؤمنين بأهمية المحبة والتواضع والخدمة المتبادلة بين الناس.
خميس العهد يعتبر إجازة رسمية للأقباط في مصر، وذلك وفقًا لقوانين العمل المعمول بها وقرارات مجلس الوزراء، حيث يسمح لهم بالتغيب عن العمل في هذا اليوم باعتباره عيدًا دينيًا. هذا الإعفاء يشمل أيضًا جميع الأعياد المسيحية الأخرى التي تُعد جزءًا من تقويم الأعياد الرسمية في مصر.
خميس العهد يحتل مكانة مميزة في الكنيسة المصرية بفضل طقوسه الخاصة. ففي هذا اليوم، تقيم الكنيسة القداسات بعد فترة من الامتناع عن رفع البخور خلال أيام الأحد والاثنين والثلاثاء من أسبوع الآلام. وفي قداس خميس العهد، يقوم الكاهن بغسل أرجل الحاضرين، استذكارًا لما فعله السيد المسيح مع تلاميذه في العشاء الأخير.
وقد أشار القمص إشعياء عبد السيد فرج في كتابه عن طقوس الأعياد في الكنيسة إلى أهمية هذه المراسم.
أثناء أسبوع الآلام، الذي يبدأ مساء أحد الشعانين، تُغلف الكنيسة بالأجواء الحزينة؛ حيث تعلق الستائر السوداء وتغطى أعمدة الكنيسة والأيقونات والمنجلية بهذا اللون. كذلك، تكون الألحان المستخدمة ذات نغمة حزينة، وتعكس القراءات آلام المسيح والأحداث التي وقعت خلال هذا الأسبوع. لا تُقام القداسات داخل الهيكل خلال أسبوع الآلام، وإنما تكون صلوات البصخة في أماكن أخرى داخل الكنيسة. ومع ذلك، يُعتبر خميس العهد استثناءً، حيث تُقام القداسات كجزء من طقوسه المميزة.
أسبوع الآلام هو الفترة الأخيرة من الصوم الكبير، الذي بدأ في الكنائس المصرية (الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية والأسقفية) في 11 مارس ويستمر حتى 5 مايو، يوم عيد القيامة المجيد. خلال هذا الأسبوع، تُركّز الكنائس على التأمل في معاني التضحية والفداء والاستعداد لاحتفالات عيد القيامة المجيد.