الحلف بالله أو بأحد أسماء الله الحسنى أو صفاته هو أمر جاد ويجب أن يؤخذ على محمل الجد، لأن الحلف يُعتبر إثباتًا للعهد أو تأكيدًا لشيء ما. من هنا تأتي خطورة الحلف الكاذب، حيث يُطلق عليه "يمين الغموس"، ويعني ذلك اليمين الذي يغمس صاحبه في النار لأنه يعتمد على الكذب وتضليل الآخرين.
الداعية محمد أبو بكر أوضح أن الحلف كذبًا، سواء بالله أو بالمصحف أو بالنبي أو بالكعبة، هو أمر خطير وله آثار سلبية على الشخص وعائلته. فهو يُعتبر "يمين الخراب"، ويجلب الفقر، وخراب البيوت، والعقم، وغيرها من الأمور السلبية. وهذا النوع من الحلف، خاصة عندما يُستخدم كذبا، يُعتبر تحديًا لحرمة الله ويمثل انتهاكًا لقيم الصدق والعدالة.
فيما يتعلق بكفارة الحلف الكاذب، يشير الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أنه يجب على من حلف كذبًا أن يستغفر ويتوب إلى الله، بالإضافة إلى تقديم كفارة يمين، والتي تشمل:
1. إطعام 10 مساكين من أوسط ما يطعم الإنسان أهله.
2. إذا لم يكن قادرًا على إطعام 10 مساكين، فعليه أن يصوم 3 أيام.
أما الحلف بالمصحف كذبًا، فيُعتبر يمينًا غموسًا يوجب التوبة والاستغفار، إلى جانب كفارة اليمين. الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، يؤكد أن الحلف بالمصحف تغليظ لليمين، وزيادة في الإثم إذا كان الحالف كاذبًا. وينبغي على من حلف بالمصحف كذبًا أن يقدم كفارة اليمين المعروفة.
ختامًا، فإن الحلف بالله أو بالمصحف أو بأحد رموز الدين يجب أن يؤخذ بجدية واحترام. الحلف الكاذب لا ينتهك فقط حرمة الدين، بل قد يتسبب في أضرار جسيمة للفرد ومحيطه. لذا، من المهم الالتزام بالصدق والتوبة في حال ارتكاب خطأ، وضمان عدم الوقوع في الحلف الكاذب مرة أخرى.