وصل البطيخ والخوخ إلى الأسواق بكميات كبيرة وأسعار مرتفعة، ومع ظهور هذه الفواكه، تكثر الشائعات كل عام بأن بعض المحاصيل قد تكون محقونة بمواد كيميائية تُسرع من عملية نضجها، مما يثير مخاوف حول المخاطر الصحية المحتملة على الإنسان.
في هذا التقرير، سوف نستعرض الطرق التي تتيح للبطيخ والفواكه الأخرى الانتشار خارج موسمها الطبيعي.
أوضح الدكتور هشام الحريري، وكيل كلية الزراعة بجامعة عين شمس وأستاذ علوم وتكنولوجيا التغذية، أن الصوب الزراعية تعتبر واحدة من أهم التقنيات الزراعية الحديثة. هذه التقنيات تتيح ظروف نمو مثالية وتحمي المحاصيل من تقلبات الطقس والآفات. وأكد الدكتور الحريري أن الصوب الزراعية ساهمت بشكل كبير في إنتاج كميات كبيرة من أنواع مختلفة من الفواكه والخضراوات، حتى خارج مواسمها التقليدية.
صرّح الدكتور هشام الحريري، وكيل كلية الزراعة بجامعة عين شمس، أن الكلية تمتلك العديد من الصوب الزراعية في مزارعها، سواء داخل الكلية أو خارجها، مؤكدًا أن هذه الصوب آمنة تمامًا. وأوضح أن الصوب عبارة عن خيام مصنوعة من مواد شفافة تسمح بمرور أشعة الشمس، وتوفر بيئة يمكن التحكم بدرجات حرارتها ورطوبتها، مما يساعد على زراعة النباتات التي تحتاج إلى مثل هذا المناخ الدافئ.
وأشار الدكتور الحريري إلى أن الصوب الزراعية تأتي بأشكال متنوعة وعادة ما تُصنع من هياكل خشبية، وهي بسيطة وغير مكلفة. أما الصوب التي تحتوي على أغطية بلاستيكية، فهي الأكثر شيوعًا والأرخص تكلفة من حيث الإنشاء، ومع ذلك توفر إنتاجية عالية من الخضراوات والزهور. وغالبًا ما تكون هذه الصوب مزودة بمعدات بسيطة للفرز والتدفئة والإضاءة، والتي يمكن التحكم بها بشكل آلي لتهيئة الظروف المثلى للنباتات.
وأشار الدكتور هشام الحريري إلى أنه مع التغيرات المناخية التي شهدها العالم في الفترة الماضية، ازداد عدد الصوب الزراعية في مصر، مما أتاح إمكانية زراعة المحاصيل في غير موسمها التقليدي.
وأوضح أستاذ علوم وتكنولوجيا التغذية أنه عند شراء الخضروات، من الضروري التأكد من عدم وجود أجزاء ذات لون بنفسجي أو ألوان غير مألوفة أخرى.
وأكد الدكتور هشام الحريري أن ظهور أجزاء بنفسجية في المحاصيل هو من أخطر العلامات التي يمكن ملاحظتها في الخضروات، حيث قد تكون هذه البقع أو العلامات البنفسجية دلالة على وجود مواد خطيرة أو سامة. وينصح الدكتور الحريري بالامتناع عن تناول الخضروات التي تحتوي على مثل هذه العلامات غير الطبيعية.
وأشار الدكتور هشام الحريري إلى أن بقايا الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية التي تترسب في منتجات الخضروات والفواكه تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة.
وشدد الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة عين شمس على ضرورة تجنب رش المحاصيل قبل الحصاد بفترة لا تقل عن 6 أيام. وأوضح أن بيع المحاصيل التي تم رشها في اليوم التالي من الرش يمكن أن يؤدي إلى انتشار الأمراض الناتجة عن بقايا المبيدات.
وأشار إلى أن أعراض الرش تظهر بشكل واضح على ثمار الخوخ والعنب والبطيخ والعديد من الخضروات والفواكه، حيث يمكن ملاحظة ذلك من خلال كبر حجم الثمرة وعدم انتظام شكلها ولونها، بالإضافة إلى وجود رائحة غير طبيعية. هذه الأعراض قد تكون مؤشراً على استخدام غير آمن للمبيدات، وقد تسبب أمراضًا خطيرة.
جدير بالذكر أنه قبل موعدها بشهرين، ظهرت فاكهة البطيخ والخوخ بكميات كبيرة وانتشرت في الأسواق، ما أثار تساؤلات لدى المواطنين حول سبب ظهورها المبكر بهذا الحجم والكمية، وما إذا كان ذلك مرتبطًا بطرق زراعية غير آمنة أو استخدام مفرط للمبيدات والأسمدة.