أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا جادًا بشأن إمكانية تفشي جائحة عالمية جديدة، حيث نبهت إلى أن مجموعة من الفيروسات، وعلى رأسها فيروس الإنفلونزا، قد تسبب في المستقبل القريب انتشار جائحة شبيهة بجائحة كورونا التي أدت إلى توقف معظم الأنشطة الحيوية حول العالم، وما زالت العديد من الاقتصادات تعاني من آثارها حتى الآن.
تأتي هذه التحذيرات في إطار جهود منظمة الصحة العالمية لتعزيز الاستعدادات الدولية لمواجهة أي جائحة مستقبلية محتملة، حيث تسعى المنظمة إلى توجيه الانتباه إلى المخاطر المحتملة وتقديم التوصيات للدول والحكومات حول كيفية التحضير والاستجابة.
وتذكر منظمة الصحة العالمية بأن جائحة كورونا كانت مثالاً على مدى تأثير الأوبئة على الصحة العامة والاقتصاد العالمي، حيث تطلب الأمر إجراءات شاملة وقيودًا صارمة للحد من انتشار الفيروس، مما أثر على مختلف جوانب الحياة. لذلك، يشدد التحذير الحالي على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية والاستعداد الجيد للحد من تأثير الأوبئة المحتملة في المستقبل.
وتحث منظمة الصحة العالمية على تعزيز نظم الصحة العامة والرقابة الوبائية، وتوفير موارد كافية لدعم البحوث الطبية والعلمية، وكذلك تعزيز التعاون الدولي لضمان استجابة سريعة وفعالة عند حدوث أي تفشي وبائي.
وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، أعرب عدد من العلماء الذين أجروا دراسة استقصائية دولية عن مخاوفهم من تفشي جائحة عالمية ثانية للأمراض المعدية القاتلة على غرار "كورونا"، خاصة أن 57% من خبراء الأمراض يعتقدون أن الإنفلونزا قد تكون السبب الرئيسي للجائحة القادمة.
وفيما يتعلق بمخاطر الإنفلونزا على الصحة العالمية، أوضح الدكتور سلمانتون جارسيا من جامعة كولونيا الألمانية أن الاعتقاد السائد لدى العلماء بأن الإنفلونزا هي أكبر تهديد وبائي للعالم يستند إلى أبحاث طويلة الأمد، تظهر أن الفيروس يتطور ويتحول باستمرار. وأشار إلى أن كل شتاء يشهد ظهور حالات جديدة من الإنفلونزا، ويمكن وصف حالات التفشي هذه بأنها جوائح صغيرة يتم التحكم فيها بشكل أو بآخر، نظرًا لأن السلالات المختلفة ليست شديدة الخطورة بما يكفي، لكن هذا الوضع قد لا يستمر إلى الأبد.
كما ذكر جارسيا أن الكائنات الحية الدقيقة القاتلة الأخرى، مثل فيروسات لاسا ونيباه وإيبولا وزيكا، قد صنفها العلماء كتهديدات عالمية خطيرة، لكن بنسبة تتراوح بين 1% و2% فقط من إجمالي المشاركين في الدراسة، مما يبرز أهمية الإنفلونزا كتهديد وبائي رئيسي.
وأكد الدكتور جارسيا أن الإنفلونزا، في نظر أغلبية كبيرة من علماء العالم، تعتبر التهديد الأول من حيث قدرتها على الانتشار الوبائي. ويأتي هذا نتيجة للدراسات التي توضح سرعة انتشار الفيروس وتحوره المستمر، ما يجعل إمكانية السيطرة عليه أمرًا صعبًا.