يحذر خبراء التغذية المتخصصون في النظم الغذائية المنخفضة الكربوهيدرات من تناول الخبز الأبيض بسبب محتواه الذي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، هناك آراء متباينة حول مدى ضرورة التخلي عنه بالفعل.
يؤكد الدكتور دوان ميلور، أخصائي التغذية في جامعة "أستون"، أن المحتوى المضاف إلى الخبز هو الأكثر أهمية. ويوضح أن الخبز الأبيض ليس سيئًا كما يعتقد الكثيرون، وأن الأمر الأهم هو التفكير في كيفية زيادة استهلاك الألياف في النظام الغذائي، وهذا لا يقتصر على الخبز فقط، بل يشمل السلطات والخضروات والبقوليات أيضًا.
يحتوي الخبز الأبيض على حوالي 49 غرامًا من الكربوهيدرات لكل 100 غرام، بينما يحوي خبز القمح الكامل حوالي 41 غرامًا من الكربوهيدرات لكل 100 غرام. ومع ذلك، يشدد ميلور على أنه فيما يتعلق بسرعة هضم النشويات وتحويلها إلى غلوكوز في أجسامنا، لا يوجد فرق كبير بين الخبز الأبيض وخبز القمح الكامل.
من جانبه، يقول خبير التغذية روب هوبسون إن ارتفاع مستويات السكر في الدم هو رد فعل طبيعي لتناول الطعام. ويضيف أنه لا يوجد سبب لتجنب الخبز الأبيض أو العجين المخمر عالي الجودة، الذي يعتبر أقل تعديلًا.
ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن الخبز الأبيض يندرج ضمن الأطعمة الفائقة المعالجة (UPF)، والتي تثير انتقادات بسبب المخاطر المفترضة لصحتنا، وتم ربطها بزيادة خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب.
مع ذلك، يوضح ميلور أن هناك بعض المواد المضافة إلى الخبز تبدو كمواد كيميائية سيئة، مثل حمض الأسكوربيك المعروف أيضًا بالفيتامين C والذي يعمل كمؤكسد يساعد الغلوتين على تكوين روابط تعطي الخبز ملمسًا أفضل.
ومع ذلك، يعترف هوبسون بأن الخبز الأبيض المعبأ والرخيثير النقاش حول تناول الخبز الأبيض وتأثيره على صحة الإنسان اهتمامًا كبيرًا بين الخبراء في التغذية. هناك آراء متباينة حول مدى تأثيره السلبي على زيادة نسبة السكر في الدم وصحة الأفراد. يعتبر الخبز الأبيض من فئة الأطعمة الفائقة المعالجة والتي تعرضت للانتقادات بسبب تجهيزها ومكوناتها المحتملة.
يشير بعض الخبراء إلى أن الخبز الأبيض يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات المكررة، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة سرعة ارتفاع نسبة السكر في الدم. ومع ذلك، يشدد آخرون على أنه لا يوجد فرق كبير بين الخبز الأبيض وخبز القمح الكامل فيما يتعلق بتأثيرهما على سكر الدم.
يعتبر إضافة المزيد من الألياف إلى النظام الغذائي أمرًا مهمًا، ولا يقتصر ذلك على الخبز فقط. ينصح الخبراء بتناول السلطات والخضروات والبقوليات لزيادة محتوى الألياف في النظام الغذائي.
من المهم أن نلاحظ أنه ليس هناك حاجة للتخلي عن الخبز الأبيض تمامًا. يمكن تضمينه في نظام غذائي متوازن بجانب مصادر غذائية أخرى ذات قيمة غذائية عالية. يمكن تناول الخبز الأبيض كجزء من وجبة مع الخضروات والبروتينات الصحية.
من الأهمية بمكان الانتباه إلى جودة الخبز المستهلك. الخبز المعبأ والرخيص قد يكون منخفضًا في الألياف ويسهل الإفراط في تناوله. يفضل اختيار خبز الحبوب الكاملة والاهتمام بتوازن الوجبة بإضافة البروتين والخضروات للتقليل من تأثيره على مستويات السكر في الدم.
في النهاية، يجب أن يكون الاختيار الغذائي شاملاً ومتوازنًا، ويجب استشارة أخصائي التغذية المؤهل للحصول على نصائح شخصية تتناسب مع احتياجات وظروف كل فرد.