أوضح فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في حلقة اليوم الأحد من برنامج "الإمام الطيب"، أنه على الرغم من أن "البر" يعني إكرام الله وإعزازه لأوليائه، إلا أن ما يقوم به السفهاء والظلمة من تنكيل وقتل وتعذيب بعباد الله، كما يحدث في غزة على سبيل المثال، لا يعني أن الله تعالى تخلى عن إكرامهم.
وأوضح أننا كبشر قد نفهم هذه الأحداث بشكل محدود، ولكن من المهم أن ننظر إلى الأمور بعيون متعددة، حيث قد يكون الفعل إهانة من وجهة نظرنا البشرية، ولكن قد يكون له جوانب أخرى وأعمق من ذلك.
أوضح شيخ الأزهر، أن الإهانة قد تكون في الظاهر وفي الباطن، ويمكن أن يكون مبدؤها ومنتهاها ومآلها إهانة، ويتمثل ذلك فيما يحدث مع عباد الله المؤمنين في غزة، حيث يظهر الأمر كإهانة بالنظر البشري، ولكن يختلف الأمر في الباطن بحسب حكمة الله التي لا تعلمها البشر بشكل كامل، وربما تكون معلومة لله وحده.
فشدد شيخ الأزهر على أنه لا ينبغي لنا أن نفهم الأمور على أنها إهانة في جوهرها، بل قد يكون ما نراه من الإهانة في الشكل هو باب لابتلاءات تعقبها منحة، وهذا ما يُظهره القرآن الكريم بقوله "إن مع العسر يسرًا"، حيث يكون اليسر هو النتيجة النهائية.
وأوضح أن قضية حدوث الشر في الكون لا يمكن فهمها على حقيقتها، بل الكون يحمل الخير، وإذا كان هناك شر فإنه يكون بداية للخير، لأن الله سبحانه وتعالى دائما يريد الخير، ولا يمكن له أن يظلم أحدا حتى بأصغر الأمور.
فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أوضح أن الفقر والمصائب والحروب قد يظهر ظاهرها كإهانة، ولكن في الحقيقة الداخلية لها يكمن الخير، وهذا يعود إلى الحكمة الإلهية التي قد تكون غامضة بالنسبة لنا كبشر، وهذه الحكمة تعتمد على صفتين أساسيتين في الله، صفة العدل وصفة الجود الإلهي.
وأوضح أن العدل يعني أن ما يصيب الناس ليس ظلما لهم، بينما الجود الإلهي يعني أن كل ما يحدث هو من عند الله، وبالتالي يكون مصيره خيرًا، ولذلك يعتبر كل ما يحدث هو بفضل من الله، ولا يمكن أن يكون هناك شيء أفضل مما يحدث الآن، لأنه يأتي من الله.