وجهه اهتمام خاص للأفلام القصيرة في مهرجان القاهرة على مدار العقود الماضية بسبب زيادة شعبيتها المتزايدة. تم إضافة قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية في الدورات السابقة للمهرجان، والتي تتسع لـ 900 مشاهد، لعرض الأفلام القصيرة، وقد تم بيع تذاكرها بالكامل في جميع العروض.
وعلاوة على ذلك، فإن الفيلم القصير الفائز بجائزة المسابقة مؤهل للترشح لجوائز الأوسكار، مما دفع صناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم لتقديم أعمالهم وإظهارها لأول مرة عالميًا أو دوليًا في المهرجان. وفي الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة التي ستعقد في نوفمبر المقبل، يستمر المهرجان في دعم صناعة الأفلام القصيرة من خلال إضافات جديدة لبرنامج الأفلام القصيرة.
وتشمل تلك الإضافات منح جائزة نقدية قيمتها 5 آلاف دولار لأفضل فيلم عربي قصير، وتم التوصل إلى هذا الاتفاق بين المهرجان وإحدى المؤسسات التي تركز على دعم الاقتصاد الإبداعي وتمكين شباب الفنانين. تمنح الجائزة لأفضل فيلم عربي قصير يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة في المهرجان وتقررها لجنة تحكيم الأفلام القصيرة.
ونظرًا لإيمان المهرجان بأهمية الأفلام القصيرة ورغبته في منحها نفس الاهتمام الموجه للأفلام الروائية والوثائقية الطويلة، تم اتخاذ قرار بعقد حفل افتتاح رسمي للأفلام القصيرة في المسرح الكبير بحضور صناع الأفلام المشاركين وأعضاء لجنة التحكيم والجمهور. وسيتم عرض عدد من الأفلام القصيرة المشاركة في المسابقة في هذا الحفل لتكون أفلام الافتتاح للبرنامج. ومن بين هذه الأفلام الفائزة، فيلم "عيسى" للمخرج المصري مراد مصطفى الذي حاز على العديد من الجوائز في مهرجان كان السينمائي.
ونظرًا لتنوع المشاركة المصرية في الأفلام القصيرة وزيادة عددها، قررت إدارة المهرجان إنشاء قسم جديد للصناع المصر المشاركين في الأفلام القصيرة المصرية. سيتم تخصيص جزء من البرنامج لعرض مجموعة متنوعة من الأفلام القصيرة المصرية ومناقشتها في ندوات وورش عمل مخصصة. سيتمكن الصناع المصريون من تبادل الخبرات والتعرف على أحدث التطورات في مجال الأفلام القصيرة.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل إدارة المهرجان على توسيع شبكة العروض والمنصات للأفلام القصيرة المشاركة. فقد تم التعاون مع عدد من المؤسسات السينمائية ومنصات البث لتوفير فرص أكبر لعرض الأفلام القصيرة وجعلها متاحة لجمهور أوسع.
تجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى مهرجان القاهرة، هناك العديد من المهرجانات العالمية والإقليمية التي تركز على الأفلام القصيرة وتشجع على تطويرها وعرضها. وبفضل هذه المهرجانات، تحظى الأفلام القصيرة بفرصة للتعرض للأضواء والتفاعل مع صناع السينما والجمهور العالمي.
بشكل عام، يمكن القول إن الأفلام القصيرة تتمتع بشعبية متزايدة واهتمام من الجمهور والمهرجانات السينمائية. تعتبر الأفلام القصيرة بمثابة منصة للمخرجين الشباب والمواهب الناشئة للتعبير عن أفكارهم وتجسيد رؤيتهم السينمائية بشكل مبتكر ومختصر.