أوضح المركز الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء في تحليله أن بريكس، على الرغم من حداثة عهده وصغر عدد أعضائه مقارنة بالتكتلات الاقتصادية الأخرى مثل الاتحاد الأوروبي والآسيان، أصبح اليوم واحدًا من أهم التكتلات الاقتصادية في العالم. يُعزى ذلك إلى القوة الاقتصادية للدول الأعضاء في بريكس، والتي تتمثل في إمكانياتها البشرية والصناعية والزراعية. وبالتالي، فقد أصبحت قرارات بريكس محط اهتمام وتأثير عالميين.
الحصة من الناتج الإجمالي العالمي: يُشكل مجموع الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء في بريكس حوالي 25.9 تريليون دولار خلال عام 2022، أي ما يعادل 25.6% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي البالغ حوالي 101 تريليون دولار في عام 2022. وتُعتبر دول بريكس من أكبر الاقتصادات العالمية، حيث تحتل الصين المرتبة الثانية في الاقتصاد العالمي بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
المساهمة في التجارة العالمية: تتصدر الصين دول العالم في حصة التصدير، حيث تبلغ حصتها حوالي 15% من إجمالي الصادرات العالمية. وتحتل المرتبة الثانية في حصة الاستيراد بنسبة تجاوزت 11%. وليس الثقل التجاري مقتصرًا على الصين فقط، بل تأتي روسيا في المرتبة الثانية عالميًا في تصدير الوقود والمرتبة الخامسة عالميًا في تصدير المعادن ومصنوعاتها. وتحتل الهند المرتبة 21 عالميًا في التصدير والمرتبة 17 عالميًا في الاستيراد.
الثروة البشرية: تمتلك دول بريكس نحو 40.9% من إجمالي تعداد سكان العالم، أي ما يقارب 3.25 مليار نسمة من إجمالي 7.95 مليار نسمة في عام 2022. وبالإضافة إلى ذلك، تمتلك بريكس مساحة جغرافية تشكل حوالي 26% من مساحة العالم. وبالتالي، تُعتبر بريكس سوقًا عالمية ضخمة فيما يتعلق بقوة العمل والإنتاج والتوزيع والاستهلاك.
تنوع الهيكل الإنتاجي: تتميز دول بريكس بتنوع هياكل إنتاجها الاقتصادية. فمن بين الدول الأعضاء، تبرز الصين كأكبر دولة تصنيع في العالم، حيث تمتلك قطاعًا صناعيًا قويًا يشمل العديد من الصناعات مثل الإلكترونيات، والملابس، والسيارات، والمعدات الصناعية. وتعتبر روسيا من أكبر المصدرين للموارد الطبيعية مثل النفط والغاز الطبيعي والمعادن. ومن الجدير بالذكر أن الهند تشتهر بصناعاتها المتنوعة مثل السيارات، والملابس، والأدوات الطبية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
التعاون الاقتصادي: تسعى دول بريكس لتعزيز التعاون الاقتصادي بينها من خلال تبادل التجارة والاستثمار وتعزيز الروابط التجارية والاستثمارية بينها. قد تتضمن هذه الجهود إبرام اتفاقيات التجارة الحرة وتسهيل التدفقات التجارية وتعزيز التعاون الاستثماري وتنفيذ المشاريع المشتركة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل بريكس على تعزيز التعاون في المجالات الأخرى مثل البحوث العلمية والتكنولوجيا والتعليم والثقافة.
الأثر العالمي: يتزايد دور بريكس في الأحداث العالمية واتخاذ القرارات الاقتصادية الهامة. فقد يكون لبعض قرارات بريكس تأثير ملموس على الأسواق العالمية والتجارة الدولية. وتعتبر هذه القوة الاقتصادية والسياسية المتنامية لبريكس من أحد العوامل التي تسهم في تعزيز التعاون الدولي وتحقيق التوازن العالمي في القرارات الاقتصادية والسياسية.
على الرغم من ذلك، يجب الإشارة إلى أن هذا التحليل قد يكون قديمًا وقد تطرأ تغيرات على الوضع الحالي لبريكس. من المهم متابعة الأخبار والتطورات الأخيرة للحصول على معلومات دقيقة ومحدثة حول دور بريكس في الاقتصاد العالمي.
S