يبدو أن هناك تأثير لهرمونات التوتر على تطور خلايا الدماغ في الجنين، وخاصة في القشرة الدماغية التي تتعلق بالتفكير.
الباحثون في معهد ماكس بلانك للطب النفسي قد أثبتوا الروابط السببية بين هرمونات التوتر وتغير بنية الدماغ، وهذا التغير يرتبط بمستويات أعلى من التحصيل العلمي في وقت لاحق من الحياة.
مجموعة هرمونات الجلايكورتيكويد ضرورية للتنظيم الصحيح لعملية التمثيل الغذائي والاستجابة المناعية، وتساهم أيضًا في نمو الأعضاء مثل الدماغ والرئتين قبل الولادة. وتشير الدراسة إلى أن وجود هذه الهرمونات في وقت مبكر من الحمل، في الثلث الأول أو أوائل الثلث الثاني، يمكن أن يؤدي إلى زيادة عدد خلايا معينة في الدماغ التي تتشكل في مرحلة مبكرة من التطور، وهذه الخلايا مهمة لنمو القشرة الدماغية.
إلى جانب الدراسات المختبرية، تمت دعم الارتباط بين تغير بنية الدماغ والتحصيل التعليمي العالي في وقت لاحق من الحياة من خلال بيانات دراسة تتبعت النساء الحوامل وذرياتهم.
يجدر الإشارة إلى أن الدراسة تشير أيضًا إلى أن وجود هرمونات التوتر في وقت متأخر من الحمل، في الثلث الثالث، يمكن أن يسبب آثارًا ضارة على النسل. ومن المثير للاهتمام أن الهرمونات نفسها عند وجودها في وقت مبكر من الحمل يمكن أن يكون لها تأثير معاكس.
مع ذلك، يجب أن يتم إجراء مزيد من البحوث لفهم الآليات المحددة والتأثيرات الدقيقة لهرمونات التوتر على تطور الدماغ والنتائج العاطفية والتعليمية في وقت لاحق من الحياة.