لهذا السبب ترفع الأعمال في شهر شعبان والإفتاء تحسم الجدل

رفع الأعمال في شهر شعبان يشير إلى إعادة النظر في الأعمال والأداء الديني والمعاملات والعبادات التي قام بها الفرد خلال العام السابق، وذلك استعدادًا لشهر رمضان المبارك الذي يليه.

 يعتبر هذا الفعل تذكيرًا للمسلمين بأهمية تقوية العلاقة بالله وتحسين الأداء الديني قبل حلول شهر الصيام والعبادة.

أما رفع الأعمال في يومي الإثنين والخميس، فهو عملية مماثلة تتم بشكل أسبوعي، حيث يتم مراجعة وتقديم الأعمال والأداء الديني خلال الأسبوع السابق. يعتبر ذلك فرصة للمسلمين لتقييم أدائهم وتصحيح أخطائهم وتحسين علاقتهم مع الله.

الفرق بين الرفع السنوي في شهر شعبان والرفع الأسبوعي في أيام الإثنين والخميس يكمن في التركيز والتفصيل. في رفع الأعمال في شهر شعبان، يتم استعراض الأعمال بشكل عام وعرضها على الإجمال، بينما في الرفع الأسبوعي، يتم التركيز على تفاصيل الأداء الأسبوعي وتقديمها للتحليل والتقييم بشكل أكثر دقة.

وقالت دار الافتاء عن معنى رفع الأعمال في شهر شعبان وفي يومي الإثنين والخميس، هو أن الأعمال - سواء كانت قولية أو فعلية- تُعرَض على سبيل الإجمال في شهر شعبان، وهذا يسمى رفعًا سنويًّا، بينما تعرض في يومي الإثنين والخميس على سبيل التفصيل، ويسمى رفعًا أسبوعيًّا.

من الحديثين المذكورين، نلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد على أهمية رفع الأعمال في شهر شعبان وفي أيام الإثنين والخميس. في شهر شعبان، يكون هذا الرفع على شكل سنوي، حيث يتم مراجعة وتقديم الأعمال بشكل عام. أما في أيام الإثنين والخميس، فيكون الرفع على شكل أسبوعي، مما يسمح بتقديم الأعمال بشكل دقيق وتفصيلي.

الهدف من رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في أن يكون صائمًا أثناء رفع أعماله هو زيادة رفعة درجته عند الله، حيث يُعرض عمله وهو في حالة الصيام، مما يجعله أكثر قبولاً وتقبلاً عند الله.

قال العلامة الهروي في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (4/ 1422): [قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تُعرَضُ الأعمالُ» أي على الملك المتعال، «يومَ الإثنينِ والخميسِ» بالجر، «فأُحِبُّ أن يُعرَض عملي وأنا صائمٌ» أي طلبًا لزيادة رفعة الدرجة.. قال ابن حجر: ولا ينافي هذا رفعها في شعبان كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنه شَهْرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ، وأُحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائمٌ»؛ لجواز رفع أعمال الأسبوع مفصلة، وأعمال العام مجملة] اهـ

لذا، يتم تفضيل الصيام في هذه الأيام وفي شهر شعبان بهدف تحقيق أعلى درجات الرفعة والمنزلة الروحية أمام الله.