كشفت دراسة علمية حديثة أجريت في جامعة اكسفورد، عن ارتباط بين مشاهدة الشاشات بشكل مفرط في مرحلة الطفولة المبكرة واحتمالية زيادة خطر الإصابة بالتوحد واضطرابات حسية غير نمطية لدى الأطفال في وقت لاحق.
تشير الدراسة إلى أن الأطفال الذكور الذين يقضون ساعتين أو أكثر يوميًا أمام الشاشات في العام الأول من عمرهم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد عند بلوغهم سن الثالثة.
كما أظهرت الدراسة أن الأطفال الصغار الذين يتعرضون للتلفزيون أو مشاهدة الفيديو في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة يظهرون سلوكيات حسية غير نمطية مثل الانفصال وعدم الاهتمام بالأنشطة والبحث عن تحفيز أكثر كثافة.
تشير مهارات المعالجة الحسية إلى قدرة الجسم على استيعاب الحواس بكفاءة ومناسبة للمحفزات المحيطة به. ويعتقد الباحثون أن التعرض المفرط للشاشات في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يؤثر على تطور ووظائف الجهاز الحسي لدى الأطفال.
تم جمع بيانات الدراسة من عام 2011 إلى 2014، وشملت مشاهدة التلفزيون وأقراص دي في دي للرضع والأطفال الصغار في عمر 12 و18 و24 شهرًا.
تم تقييم معالجة الحسية للأطفال عندما بلغوا سن 33 شهرًا باستخدام استبيان أكمله الآباء ومقدمو الرعاية.
أظهرت النتائج أن التعرض للشاشات في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة يرتبط بزيادة احتمالية ظهور سلوكيات حسية غير نمطية في وقت لاحق. على سبيل المثال، بعد 12 شهرًا من العمر، كان هناك احتمال أكبر لظهور سلوكيات حسية غير نمطية بالمقارنة مع الأطفال الذين لم يشاهدوا الشاشات.
وارتبطت كل ساعة إضافية من الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة بزيادة في احتمالية تجنب الإحساس في وقت لاحق في مراحل الطفولة المبكرة.
تشير الباحثة الرئيسية للدراسة إلى أن هذه النتائج قد تكون لها أثر مهم في فهم اضطرابات التوحد واضطرابات الحساسية لدى الأطفال. ومع ذلك، يجب أخذ هذه النتائج في الاعتبار كجزء من أدلة أكبر ومتعددة للوقاية من التوحد وتعزيز صحة الأطفال في المجتمع.
من الجدير بالذكر أن هذه الدراسة تشير إلى وجود ارتباط بين مشاهدة الشاشات واحتمالية زيادة خطر التوحد واضطرابات الحساسية، ولكنها لا تؤكد بالضرورة وجود علاقة سببية مباشرة. قد تكون هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في هذه العلاقة، ولذلك يحتاج المزيد من البحث لفهم العلاقة بشكل أفضل.
بناءً على هذه النتائج، يمكن أن يكون من المفيد للآباء ومقدمي الرعاية أن يكونوا حذرين فيما يتعلق بمشاهدة الشاشات للأطفال في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة. قد يكون من الجيد تقييد وقت المشاهدة والتأكد من توفير بيئة حسية غنية وتفاعلية للأطفال لتعزيز تطورهم الصحي والحسي.
مع ذلك، يجب أيضًا أن يتم التركيز على العوامل الأخرى التي تؤثر على صحة الأطفال وتطورهم، مثل التغذية السليمة والنشاط البدني والتفاعل الاجتماعي والعواطف الصحية.
إن الحفاظ على توازن صحي في حياة الطفل وتوفير بيئة محفزة وداعمة هو أمر مهم لتعزيز صحته العامة وتطوره الصحيح.