رحلة الإسراء والمعراج هي من أبرز الأحداث الروحية في الإسلام، وهي رحلة قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، ثم ارتفع بروحه إلى السماوات السبع وتجاوزها، وهذا الحدث يعد من المعجزات الكبرى التي أثبتت قدرة الله على ما يشاء.
ويذكر القرآن الكريم هذا الحدث في سورة الإسراء، حيث يقول الله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (الإسراء: 1).
وقد وردت في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تروي تفاصيل هذه الرحلة، ومنها القصة التي ذكرها الدكتور أيمن أبو عمر عن لقاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم بجبريل عند وصولهما إلى السماء السابعة.
القصة التي ذكرها الدكتور أيمن أبو عمر تتعلق بلقاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم بسيدنا إبراهيم عليه السلام في السماء السابعة، وهو البيت المعمور الذي يقصده النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته الروحية.
في هذا اللقاء، رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم رجلاً يشبهه إلى حد كبير، وقد وصفه بأنه يسنده ظهره على البيت المعمور، وهذا الرجل هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي هو جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من سلالته. وبهذا اللقاء، أكد سيدنا إبراهيم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالترحيب والتقدير كنبي صالح وكابن صالح، لأنهما مرتبطان بالنسب والبنوة من خلال سلالتهما المباركة.
وتابع قائلاً: أن سيدنا إبراهيم أوصى سيدنا النبي بوصية فى هذه الليلة قال له ((يا محمد اقرأ أمتك منى السلام، أخبرهم ان الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وانهم قيعان اى ارض متساوية، وان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر)) وفى رواية ان سيدنا أبراهيم أوصى النبي ان تكثر الأمة من هذه الكلمات لأنها غراس الجنة (( سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والحمد لله والله اكبر)).
هذا هو الراجل الذي كان شبيهه سيدنا النبي، النبي العظيم القدوة والأسوة للأنبياء جميعا ولرسول الله سيدنا إبراهيم ووصيته لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.