الجوع الحقيقي هو الشعور الفسيولوجي الطبيعي الذي ينشأ عندما يحتاج الجسم إلى الطعام لتلبية احتياجاته من الطاقة، وهو يترافق عادة مع أعراض جسدية محددة مثل الإرهاق والدوخة وانتفاخ المعدة.
ويحدث هذا النوع من الجوع عندما تنخفض مستويات الجلوكوز والأحماض الأمينية والدهون والبروتينات في الجسم.
أما الجوع النفسي، فينشأ بسبب عوامل نفسية أو عاطفية، مثل التوتر والقلق والمشاعر السلبية.
وقد يقود الجوع النفسي إلى الرغبة في تناول الأطعمة الحلوة والمعجنات، نظرًا لأن تناول الحلويات يعزز إفراز هرمون السعادة (السيروتونين).
ويمكن أن يكون لهذا النوع من الجوع أنماط سلوكية محددة تتضمن التوتر، وتناول الحلويات، والإفراط في تناول الطعام، والإدانة الذاتية، وانخفاض المزاج، وتناول حصة جديدة من الحلويات، وهكذا.
يجب أن نلاحظ أن الجوع النفسي يعتبر اضطرابًا وقد يكون مستمرًا أو مؤقتًا. يمكن أن يكون للجوع النفسي أسباب مختلفة، بما في ذلك العوامل النفسية والهرمونية والأمراض المزمنة.
إذا كان الشخص يعاني من شعور دائم بالجوع ويصاحبه أعراض مثل زيادة الوزن والتعرق والضعف والتهيج وألم في منطقة البطن، فمن المستحسن أن يستشير طبيبًا مختصًا في أمراض الباطنة لتقييم الحالة وتوجيه العلاج المناسب.
قد يكون الجوع النفسي عرضًا لمشاكل نفسية أكبر، وبالتالي فإن الدعم النفسي والعلاج النفسي يمكن أن يكونان ضروريين للتعامل مع الجوع النفسي والأعراض المرتبطة به.
ويمكن للمختصين في الصحة النفسية مثل الأطباء النفسيين أو الأخصائيين النفسيين أن يساعدوا في تدعم الأفراد الذين يعانون من الجوع النفسي عن طريق استكشاف العوامل النفسية والعاطفية التي يمكن أن تؤدي إلى هذا النمط من الأكل غير الصحي.
كما يمكن أن يشمل العلاج النفسي تقنيات مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج العائلي والتوجيه النفسي.
ويهدف العلاج إلى تعزيز الوعي بالعوامل التي تؤثر على الجوع النفسي وتعلم استراتيجيات صحية للتعامل مع الرغبة المفرطة في الأكل.
من الناحية العملية، يمكن تجربة بعض الإجراءات التي قد تساعد في التحكم في الجوع النفسي، مثل:
تنظيم الوجبات: تناول وجبات منتظمة ومتوازنة طوال اليوم يمكن أن يساعد على تقليل الرغبة في الأكل الزائد.
ممارسة النشاط البدني: القيام بالتمارين الرياضية المنتظمة يمكن أن يساعد في تقليل التوتر وتعزيز الشعور بالراحة وبالتالي الحد من الجوع النفسي.
البحث عن أنشطة بديلة: البحث عن نشاط يلهمك ويشغل وقتك بدلاً من التركيز على الأكل، مثل ممارسة الهوايات الإبداعية أو القراءة أو ممارسة اليوغا.
التعامل مع التوتر: تعلم مهارات إدارة التوتر والاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل يمكن أن يكون مفيدًا للتحكم في الجوع النفسي الناجم عن التوتر.
من المهم أن يكون لديك دعم اجتماعي أيضًا، فمشاركة تجربتك مع أصدقاء أو أفراد عائلتك قد يساعد في فهمك وتقديم الدعم المطلوب.
وقد تكون الانضمام إلى مجموعة دعم أو البحث عن منتديات عبر الإنترنت حيث يمكنك التواصل مع الآخرين الذين يعانون من نفس المشكلة مفيدًا أيضًا.
مع الصبر والعمل الدؤوب، يمكن التعامل مع الجوع النفسي وتحقيق عادات غذائية صحية ومتوازنة.
وإذا كنت تعاني من الجوع النفسي بشكل مستمر وتشعر بأنه يؤثر على حياتك اليومية بشكل كبير، فإنه من المستحسن استشارة مقدم رعاية صحية مؤهل للحصول على التقييم والد