كانت الأجواء هادئة في عزبة صبحي، هذه القرية الصغيرة التابعة لمركز بلقاس في محافظة الدقهلية، كان الناس يستعدون لبدء يومهم العادي، لكنهم لم يكونوا يعرفون أنهم سيشهدون حدثًا مروعًا يغير حياة عائلة الست سحر إلى الأبد.
في منزل بسيط، استيقظت سحر أحمد، ربة المنزل الشابة، وهي تحمل عبء حزن كبير على قلبها.
كانت الأشهر الأخيرة صعبة بالنسبة لها، بعد وفاة زوجها قبل أربع سنوات، تركت وحدها لتربية ثلاث بنات صغيرات، وتعاني من ضيق الحال وصعوبة العيش، وكانت تعول على نصيبها الشرعي في الميراث لتوفير حاجات أولادها.
توجهت سحر إلى شقيقها، الشاب الذي يجب أن يكون لها الدعم والمساندة، لتطالبه بحقها الشرعي في الميراث، لكنها لم تكن تعلم أن هذا اللقاء سيتحول إلى كابوس حقيقي.
بصوت عالٍ ومليء بالغضب، رفض شقيق سحر مطالبتها، لم يكن هناك حتى لمحة من الرحمة أو العطف في عينيه، اندلعت مشاعر الغضب داخله، فلم يتردد في توجيه ضرباته القاسية إلى شقيقته الضعيفة.
استفاق الجيران على صراخ سحر وصراخ الأطفال تجمعوا على الفور في الشرفات، مشاهدين بصدمة ما يحدث أمام أعينهم، الشاب الذي كان يجب أن يحمي ويدعم شقيقته، كان يسحلها في الشارع ويضربها بلا رحمة، كان يريد أن يجبرها على التنازل عن حقها في الميراث، حتى وإن كانت تحت أعين المارة.
تملأ الغضب والاستياء قلوب الحاضرين، ولكن الخوف كان يعترض طريقهم. لم يكن لديهم الشجاعة للتدخل وإيقاف هذا العنف الوحشي، وفي تلك اللحظة، تحولت حياة سحر وأسرتها إلى كابوس حقيقي.
تصاعدت أصوات الصراخ في الحي، وتجمع الجيران لمشاهدة ما يحدث. كانوا يشهدون على هذا العنف المروع الذي تعرضت له سحر. كان الشاب يضربها بلا رحمة، وسحلها في الشارع أمام أعين الجميع. لقد أصبحت هذه الساحة الصغيرة مكانًا للألم والظلم.
الجميع شعروا بالغضب والاستياء، لكنهم كانوا مرتبكين وفاقدين للشجاعة للتدخل، كانوا يشعرون بالخوف والعجز أمام هذا العنف الوحشي، وفيما كانوا يراقبون هذه المأساة، تغيرت حياة سحر وأسرتها إلى الأبد.
وحررت سحر محضرًا ضد شقيقها، موجهة إليه الاتهام بالضرب والسحل، وجارٍ العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.