إذا كنت من عشاق اللحوم الحمراء، فرغم التحذيرات المستمرة حول مخاطرها الصحية، فإنك قد تجد صعوبة في التخلي عنها تمامًا، تمامًا كما يفعل بعض الأشخاص مع التدخين على الرغم من تحذيرات الصحة. يتردد الكثيرون في الإقرار بضرورة وداع اللحوم الحمراء نهائيًا، وذلك بسبب بعض الأمراض الخطيرة المرتبطة بها.
مع ذلك، قبل الوصول إلى هذه النقطة، دعونا نعود للوراء لفهم أحدث التحذيرات حول تناول اللحوم الحمراء للأشخاص الذين قد لا يكونون على علم بها بعد.
تشير دراسات أجريت على مر السنين إلى أن تناول اللحوم بكميات كبيرة يمكن أن يكون ضارًا، ولكن الآراء اختلفت حول الجرعة المثلى وتكرار تناولها ومدى الأثر الضار المحتمل.
في يوليو 2023، نُشرت مراجعة شاملة في مجلة الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، استعرضت تأثير اللحوم الحمراء على الصحة على مر السنين.
أظهرت هذه الدراسات أن تناول اللحوم الحمراء، بغض النظر عن نوعها، قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، وهو اكتشاف ينضم إلى دراسات أخرى تشير إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
ومع ذلك، يبقى الحقيقة أن محبي اللحوم قد لا يكونون على استعداد للتخلي عن هذه اللذة الطيبة بسبب تلك المخاطر.
رغم هذا الواقع، يرى العديد من الأطباء وأخصائيي التغذية اليوم أنه يجب على الأفراد أن لا يقوموا بإزالة مجموعات كاملة من الأطعمة المحببة من حياتهم، لأن ذلك غير واقعي ولا يعكس واقع التحديات التي نواجهها.
لذلك، كيف يمكن أن تستمر في التمتع باللحوم الحمراء مع الحد من المخاطر الصحية؟
في البداية، يمكن القول أن اللحوم الحمراء التي ذكرت في الدراسات تشمل جميع أنواع اللحوم العضلية في الثدييات، بما في ذلك لحم البقر، ولحم الضأن، ولحم العجل، والماعز، بدلاً من الفصل النمطي بين اللحوم الحمراء والبيضاء.
مع ذلك، يظهر أن هناك تباينًا في قيم العناصر الغذائية بين أنواع مختلفة من اللحوم.
على سبيل المثال، تحتوي اللحوم الحمراء على عناصر غذائية مهمة مثل الحديد والزنك وفيتامين B12 والبروتين، والتي تمتص بشكل أفضل عندما تأتي من اللحوم.
من ناحية أخرى، قد تحتوي اللحوم الحمراء غالبًا على نسب عالية من الدهون المشبعة، ولكن هذا ليس دائمًا الحال. يمكن أن تتراوح نسبة الدهون المشبعة في اللحوم من 1 إلى 25 في المئة، اعتمادًا على الجزء وطريقة تربيتها.
بالنسبة لللحوم المفرومة، فإن نسبة الدهون المشبعة عادةً ما تكون بين 2 إلى 9 في المئة.
لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان، يمكن اختيار قطع أصغر حجمًا قد تحتوي على كميات أقل من الدهون.