عيد الغطاس يحتفل به المسيحيون للتذكير بتعميد السيد المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، ويكون الاحتفال بليلة الـ 18 من يناير ويوم الـ 19 من يناير.
مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس تشمل لدى الأقباط تناول القلقاس والقصب، حيث يُرمز القلقاس للمعمودية ويعكس مفهوم التطهير والنقاء. القلقاس، الذي ينبت في باطن الأرض، يُشبه عمل المعمودية، حيث يُظهر التحول من مادة سامة إلى مادة نافعة بمجرد اختلاطها بالماء، مما يعكس معنى النقاء والتجديد في إطار الاعتقاد المسيحي.
فيما يتعلق بالقلقاس، يُشير عملية خلع القشرة الخارجية إلى مفهوم التجديد والتحول، حيث يصبح القلقاس مفيدًا وقابلاً للأكل بعد هذه العملية. يُستخدم هذا الرمز في المعمودية كرمز لخلع ثياب الخطية والعتيقة، لينبثق الإنسان بعد ذلك بثياب الطهارة والقداسة عبر عملية المعمودية.
قصة تاريخية مرتبطة بـ"عيد الغطاس" في الفلكلور المصري تعكس تقاليد مسيحية مميزة. بعد قداس العيد، كان مسيحيو الصعيد يتناولون القلقاس، ثم يضعون أوانيهم وأطباقهم على أسطح منازلهم، يتركونها للندى والمطر الذي كان يتساقط في هذه الفترة. كانوا يعتقدون أن نزول المطر وغسله للأواني يمثل تطهيرًا للخطايا وقبولًا من السماء، وإشارة إلى عام خير ومحبة.
تفسير ارتباط القصب بـ"عيد الغطاس" يعكس رموزًا روحية في التقاليد المسيحية. يرمز العقل المتكون من القصب إلى الفضيلة الروحية التي يجب أن يكتسبها المسيحي في حياته. قشرته الصلبة تعبر عن تحمل الصعاب، وطوله المستقيم يشير إلى استقامة القلوب. كما يمتاز القصب بإفراز عصير حلو، ما يعكس حلاوة قلوب المؤمنين، وعزارة السوائل داخله ترمز إلى ماء المعمودية كرمز للتطهير الروحي.