يؤثر انخفاض مستوى الحديد في الجسم سلبًا على العديد من العمليات الحيوية، حيث تتأثر عملية التمثيل الغذائي ووظائف المخ، مما ينعكس سلباً على الصحة البدنية والأداء والحياة الجنسية.
تقول الدكتورة أناستاسيا زوبريتسكايا، أخصائية أمراض النساء والتوليد وخبيرة التغذية، في حديث لـ Gazeta.Ru: "سوء التغذية، وعدم احتواء النظام الغذائي على أطعمة غنية بالحديد، وصعوبة امتصاص الحديد بسبب أمراض الجهاز الهضمي والأمراض المزمنة، والحيض الغزير عند النساء، والحمل، ونمو الطفل النشط، وكذلك الشيخوخة هي من الأسباب الرئيسية لاستنزاف احتياطي الحديد في الجسم".
تشير الطبيبة إلى أن أكثر من ثلث النساء في سن الإنجاب يعانين من غزارة الدورة الشهرية وفقر الدم بسبب نقص الحديد، حسب نتائج فحص الدم العام.
وأوضحت أن نصف هؤلاء النساء يعانين من نقص الحديد الكامن نتيجة سوء التغذية. بينما يكون نقص الحديد بين الرجال أقل شيوعًا، إلا أن الاهتمام يجب أن يُولى للمتبرعين بالدم والنباتيين.
وتضيف: "يمكن للكثيرين أن يعيشوا في حالة ما قبل فقر الدم لسنوات دون أن يشعروا بذلك. ولكن عندما يكون هناك نقص في الحديد، يعوضه الجسم أولاً من الاحتياطي الموجود في مستودع الكبد، مما لا يؤثر على الحالة الصحية ومستويات الهيموجلوبين بأي شكل من الأشكال.
وغالبًا ما تُكتشف علامات نقص الحديد الخفي (فقر الدم الكامن) بشكل صدفة، بعد إجراء فحص الدم لفحص الفيريتين.
ومع استنفاد احتياطيات الحديد، تظهر أعراض مثل: التعب، والضعف غير المبرر، والدوخة، والصداع، وشحوب الجلد والأغشية المخاطية، والشقوق في زوايا الفم، والأظافر الهشة، وفقدان للشعر، ومتلازمة تململ الساقين".
تشدد الدكتورة على أن أبسط الطرق للوقاية من نقص الحديد، وفقًا لرأيها، هي تصحيح النظام الغذائي المتبع.
وتحتوي الأطعمة على نوعين من الحديد: الهيم، الذي يوجد في اللحوم، وغير الهيم، الذي يوجد في الأطعمة النباتية.
ويتم امتصاص الحديد الغير هيم بصعوبة أكبر، وتؤثر الأطعمة والمشروبات التي يتم تناولها في نفس الوقت على عملية امتصاصه.
وتقدم الدكتورة أيضًا طرقًا أخرى لتعويض نقص الحديد في الجسم، مثل تناول الأدوية. ولكن تلاحظ أن المرضى غالبًا ما يعانون من مشكلات في البراز والغثيان والانتفاخ نتيجة لتناول الأدوية التقليدية.
لذا، تشير إلى أنه في حال واجه المريض مشاكل مع هذه الأدوية، يفضل لهم التفكير في تناول الشكل العضوي من الحديد، حيث يعتبر سهل الامتصاص، ويتسم بأقل آثار جانبية، ويُظهر نتائج سريرية أفضل.
بالتالي، يتعين على الأفراد توخي الاهتمام بتغذيتهم وتضمين الأطعمة الغنية بالحديد في نظامهم الغذائي.
كما يُشجع على استشارة أخصائي التغذية أو الطبيب لتحديد الاحتياجات الفردية وضبط التوازن الصحيح للحصول على كميات كافية من الحديد وتجنب النقص في هذا العنصر الأساسي للصحة.