تمّت محاكمة المواطن الكويتي المتشدد حاكم المطيري بعد مرور سنتين ونصف على صدور حكم السجن بحقه في قضية "تسريبات القذافي".
وقد أسفرت جهود الأمن التركي عن القبض عليه، حيث سيتم نقله إلى الكويت.
تلك اللحظة تمثل نقطة فارقة في مسار المطيري، حيث يجد نفسه الآن على شفا حفرة الهاوية، وذلك بعد فترة طويلة من التسلل والتهرب من العدالة.
في يوم الإثنين الماضي، تمت عملية القبض على حاكم المطيري، المتطرف الكويتي الذي صدرت بحقه أحكام بالسجن مدى الحياة، على يد السلطات التركية.
أفاد الحساب الرسمي للمطيري على منصة "إكس" أن هذا الاعتقال يأتي في إطار القضية السياسية المرفوعة ضده في الكويت، حيث يُعتبر هذا النشاط السبب الرئيسي وراء اعتقاله وفقًا للمعلومات المتوفرة.
من المتوقع أن تتخذ السلطات التركية الإجراءات اللازمة لتسليم حاكم المطيري إلى الكويت، وذلك عبر آليات التعاون الدولي المُعتمدة، التي قد تشمل التعاون مع الإنتربول الدولي. يأتي هذا الاعتقال في سياق تصاعد الجهود لتقديم المتهمين إلى العدالة في قضايا ذات أهمية كبيرة.
ما هي قضية "تسريبات القذافي"؟
في عام 2020، تسرّبت مجموعة من التسجيلات السرية من داخل خيمة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وأصبحت معروفة باسم "تسريبات الخيمة". وكانت هذه التسريبات تتضمن مقاطع صوتية تشمل أحاديث للداعية المتطرف المطيري الإخواني.
في أحد هذه المقاطع، كان المطيري يطلب دعمًا ماليًا من القذافي بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في بلاده. وقد كشفت هذه التسريبات عن عرض قدمه المطيري للقذافي، يستهدف إثارة الاضطرابات في دول الخليج، وادعى فيه قدرته على استخدام القبائل لتحقيق هذا الهدف.
يعتبر هذا الكشف عن محادثات المطيري مع القذافي خطوة هامة في فضح محاولات تأجيج الفتن والتدخل في شؤون الدول الخليجية، وقد أثارت هذه التسريبات موجة من الانتقادات والاستنكار الدولي.
من هو حاكم المطيري؟
حاكم المطيري، الذي ولد في الكويت في 7 نوفمبر 1964، كان يشغل منصب أستاذ للتفسير والحديث في كلية الشريعة بجامعة الكويت.
استغل المطيري الدين لأغراض سياسية، حيث قام بتغيير الآراء الفقهية لتتناسب مع مصالحه الشخصية وأهداف جماعة الإخوان المسلمين التي كان يشكل جزءًا بارزًا من قيادتها.
سبق له أن تولى منصب أمين عام الحركة السلفية في الكويت، وكذلك حزب الأمة الغير معترف به الذي شارك في تأسيسه. كانت هذه الجهود جزءًا من مسعاه لدعم أهدافه السياسية التي تصل إلى حد تغيير نظام الحكم، وذلك في إطار رغبته في لعب دور بارز في المشهد السياسي.
يعتنق المطيري الأفكار التي يتبناها تنظيم الإخوان المسلمين، ويُعتبر داعمًا للإرهاب، حيث تم إدراج اسمه في قوائم الإرهاب التي أعلنتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 8 يونيو 2017.