مواطن يسأل ودار الإفتاء تجيب.. ليه بنشوف ناس بتعمل معاصي ومع ذلك أرزاقهم واسعة؟

أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول بنشوف ناس بتعمل معاصي ومع ذلك أرزاقهم واسعة؟.

قال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة "الناس"، اليوم الاثنين: "هذه قضية تتعلق بنظرتنا القاصرة إلى الأمور الدنيوية.. لا يمكننا أن نربط بين معصية الله ورزق العاصي، أو بين طاعة الله وضيق الرزق، لأن هذه أمور ترتبط بحكمة الله سبحانه وتعالى التي لا نعلمها بالكامل.. الله سبحانه وتعالى قد يبتلي العبد بالتقليل من الرزق ليختبر صبره وشكره، بينما قد يفتح أبواب الرزق والنعيم أمام العاصي ليُمهله حتى لا يغتر بما لديه، ويظل في غفلته".

وأشار إلى أن ما نراه في الدنيا ليس مقياسًا نهائيًا لرضا الله عن العبد، قائلًا: "نحن لا نعلم ماذا كتب الله للعباد في الآخرة.. قد يُكرم الله العبد بمال واسع في الدنيا وهو عاصٍ، لكنه قد يعاقب في الآخرة جزاءً لتركه لشكر الله واستمراره في معصيته.. بينما العبد الطائع قد يُبتلى بشدة أو ضيق في الرزق، لكن ذلك قد يكون من رحمة الله به لاختبار صبره وإيمانه".

وأشار أمين الفتوى إلى قوله تعالى: "يحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات، بل لا يشعرون"، مستشهدًا بهذه الآية لتوضيح أن ما نراه في الدنيا من توسع في الرزق أو متاع لا يعني بالضرورة أن الشخص قريب من الله أو راضٍ عنه، والظن الدنيوي أن المال هو من يُعد مقياسًا لنجاح الإنسان عند الله، لكن الخيرات الحقيقية هي ما يحصل عليه الإنسان في الآخرة.

واختتم: "العيش الصحيح هو الحياة في الآخرة، أما الدنيا فزائلة، وما نبتغيه هو السعادة الحقيقية عند الله في دار الآخرة، لذلك يجب أن نتحلى بالبصيرة والبعد عن النظرة الضيقة لما يحدث في الدنيا".