شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية اليوم السبت، مدفوعة بتقلبات السوق العالمية والتوترات الجيوسياسية.
تزامن هذا الارتفاع مع عطلة نهاية الأسبوع للبورصة العالمية، التي شهدت هي الأخرى ارتفاعًا في سعر الأوقية بنسبة 1.1% في تداولات الجمعة، بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية التي عززت من توقعات خفض أسعار الفائدة.
يأتي هذا في ظل تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن وسط هذه التوترات.
صرح المهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة" لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، بأن أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا بمقدار 5 جنيهات في السوق المحلية اليوم مقارنة بإغلاق تعاملات أمس الجمعة.
وبلغ سعر جرام الذهب عيار 21 حوالي 3600 جنيه. كما اختتمت الأوقية تعاملات الأسبوع عند 2657 دولارًا، بارتفاع أسبوعي طفيف بلغ 0.2%.
وأضاف إمبابي أن جرام الذهب عيار 24 سجل 4114 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 حوالي 3086 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 14 وصل إلى 2400 جنيه.
أما بالنسبة للجنيه الذهب، فقد سجل 28800 جنيه.
كانت أسعار الذهب قد ارتفعت بقيمة 32 جنيهًا في تعاملات أمس الجمعة، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 3563 جنيهًا، ووصل إلى 3600 جنيه قبل أن يختتم اليوم عند 3595 جنيهًا.
وفي المقابل، تراجعت الأوقية عالميًا بقيمة 28 دولارًا في بداية التعاملات، قبل أن تنهي الأسبوع بارتفاع لتغلق عند 2657 دولارًا.
يرجع ارتفاع أسعار الذهب جزئيًا إلى صدور بيانات التضخم الأمريكية، التي جاءت متوافقة مع توقعات السوق. إذ أظهر التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية أن مؤشر أسعار المنتجين ارتفع بنسبة 0.1% في سبتمبر، بعد زيادة بنسبة 0.2% في أغسطس.
وكان الخبراء قد توقعوا هذه الزيادة الطفيفة، مما عزز من احتمالات استمرار سياسة خفض أسعار الفائدة.
أشار إمبابي إلى أن استمرار الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة على المستوى العالمي، إلى جانب التوترات الجيوسياسية، يعزز الطلب على الذهب كأصل احتياطي آمن. من المتوقع أن يؤدي هذا إلى دفع أسعار الذهب لمستويات قياسية جديدة خلال الفترة المقبلة.
في عام 2024، ارتفعت أسعار الذهب عالميًا بنسبة 29%، فيما شهدت السوق المحلية زيادة تجاوزت 13%، مما يجعل الذهب أحد أفضل الأصول أداءً لهذا العام.
تطلعات السوق وتأثير البيانات الاقتصادية القادمة
تترقب الأسواق العالمية صدور عدد من البيانات الاقتصادية المهمة خلال الأيام المقبلة، والتي قد تؤثر بشكل كبير على تحركات أسعار الذهب. من بين هذه البيانات، تقرير مبيعات التجزئة الأمريكية، بالإضافة إلى قرار السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، وطلبات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة. ومن المنتظر أيضًا إصدار بيانات بدايات الإسكان وتصاريح البناء صباح الجمعة.
هذه البيانات الاقتصادية ستلعب دورًا كبيرًا في تحديد مسار أسعار الذهب في المستقبل، حيث يمكن أن تؤثر على قرارات المستثمرين والمضاربين في السوق، الذين يراقبون عن كثب تطورات السياسة النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا.
في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية، لا يزال الذهب يحافظ على مكانته كأصل احتياطي آمن.
استمرار ارتفاع أسعار الذهب على المستوى المحلي والعالمي يعكس توجهات السوق الحالية وتوقعات التضخم وسياسات أسعار الفائدة. يبدو أن المستقبل القريب قد يحمل مزيدًا من الارتفاعات في أسعار الذهب، خصوصًا مع استمرار التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية.