بدأ سكان ولاية فلوريدا في اتخاذ تدابير احترازية عاجلة مع اقتراب إعصار ميلتون، المصنف من الفئة 5، في وقت ما زالوا يتعاملون فيه مع آثار إعصار هيلين المدمر.
وقد أعلنت السلطات حالة الطوارئ القصوى، محذرة من تهديد خطير على منطقة خليج تامبا، التي لم تتعرض لإعصار كبير منذ أكثر من قرن.
من المتوقع أن يصل مركز الإعصار إلى اليابسة يوم الأربعاء، في حين تسارع فرق الطوارئ لإزالة الحطام المتبقي من إعصار هيلين.
وأعربت عمدة تامبا، جين كاستور، عن قلقها من العاصفة القادمة، معتبرة أنها تمثل "تهديدًا حقيقيًا".
وقالت: "في مواجهة الطبيعة، النتيجة دائمًا محسومة لصالحها". من جهته، شدد حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، على ضرورة إتمام إزالة الحطام قبل وصول ميلتون حتى لا يتحول إلى مقذوفات خلال العاصفة العاتية.
وفيما يتعلق بالتحذيرات المناخية، أفادت المتحدثة باسم المركز الوطني للأعاصير، ماريا توريس، بأن الأمواج قد تصل إلى ارتفاعات تصل إلى 12 قدمًا، مما يعزز خطر الفيضانات الكبيرة.
يُتوقع أيضًا هطول أمطار تتراوح بين 5 إلى 10 بوصات، مع إمكانية زيادتها في بعض المناطق، وهو ما يشكل تهديدًا أكبر على سلامة السكان.
تسارعت قوة إعصار ميلتون بشكل غير مسبوق يوم الاثنين، حيث بلغت سرعة الرياح 165 ميلاً في الساعة (270 كم/ساعة).
ورغم التوقعات بضعف الإعصار قليلًا قبل وصوله إلى اليابسة، فإن المخاطر المرتبطة به لا تزال مرتفعة للغاية. يعيش السكان الذين تضرروا بشدة من إعصار هيلين في حالة من القلق الشديد، خوفًا من تكرار الكارثة.
عبرت سارة ستيزليكي، المقيمة في بيلير بيتش، عن قلقها من التأخر في إزالة الحطام قائلة: "يبدو أنهم في سباق مع الزمن الآن".
وفي إطار الاستعدادات، صدرت أوامر بإخلاء المناطق المحيطة بخليج تامبا، بما في ذلك المنازل المتنقلة.
كما وافق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على إعلان حالة الطوارئ في فلوريدا، وتم استدعاء 7,000 موظف فيدرالي للمساعدة في جهود الإغاثة والاستجابة للكوارث.
من الجدير بالذكر أن إعصار ميلتون شهد تسارعًا تاريخيًا، حيث ارتفعت سرعته بمعدل 92 ميلاً في الساعة خلال 24 ساعة فقط، وهو ما يصنف من بين أسرع الزيادات المسجلة في تاريخ الأعاصير. كما يتوقع خبراء الأرصاد أن الإعصار قد يمر بمرحلة استبدال العين، ما قد يؤثر على مساره وسرعته.
ومع اقتراب موعد وصول الإعصار، تم تحويل العديد من المدارس في مقاطعة بينيلاس إلى مراكز إيواء للسكان المتضررين، وأعلنت مطارات تامبا، سانت بيترسبورغ، وأورلاندو خططًا للإغلاق.
ورغم أن ديزني لاند لم تعلن بعد عن إغلاقها، إلا أن بعض مناطق المكسيك المجاورة شهدت عمليات إجلاء استعدادًا للعاصفة.
في ظل هذه الظروف، يترقب سكان فلوريدا بقلق شديد تأثيرات إعصار ميلتون، معتمدين على الجهود المتضافرة من السلطات المحلية والفيدرالية للتخفيف من آثار هذا الإعصار المدمر.