يعد فيروس ماربورج واحدًا من الفيروسات النادرة والخطيرة التي تمثل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، ويعود اكتشافه إلى عام 1967.
يتم تصنيف الفيروس ضمن عائلة الفيروسات الخيطية، وهي نفس العائلة التي ينتمي إليها فيروس الإيبولا، ويعتبر من أخطر الفيروسات القاتلة التي تنتقل بين البشر.
على الرغم من أنه نادر الحدوث، إلا أن الإصابات التي ظهرت على مر السنين أشعلت قلق العلماء والسلطات الصحية حول العالم بسبب معدل الوفيات المرتفع الذي يتسبب به الفيروس.
يشكل الوعي بالفيروس وأعراضه وطرق الوقاية منه جزءًا أساسيًا في مواجهة انتشاره، لا سيما في المناطق التي تكون أكثر عرضة له.
فيروس ماربورغ هو فيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات الخيطية (Filoviridae) ويعتبر أحد أقرباء فيروس الإيبولا.
تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في مدينة ماربورغ الألمانية في عام 1967، حيث ظهر لأول مرة بين مجموعة من العاملين في المختبرات الطبية بعد تعرضهم لأنسجة مستوردة من قردة خضراء كانت تستخدم في الأبحاث الطبية.
وقد تم اكتشاف حالات أخرى لاحقًا في كل من ألمانيا ويوغوسلافيا (سابقًا)، مما أثار المخاوف حول مصدر الفيروس وقدرته على الانتشار.
الفيروس يعتبر من بين الفيروسات النزفية، أي أنه يسبب نزيفًا داخليًا وخارجيًا شديدًا يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في فترة قصيرة.
معدلات الوفيات بين المصابين بالفيروس مرتفعة للغاية، حيث تتراوح بين 24% إلى 88%، حسب نوع الفيروس وسرعة العلاج المقدّم.
تتشابه أعراض الإصابة بفيروس ماربورغ بشكل كبير مع أعراض الأمراض الفيروسية الحادة الأخرى مثل الحمى النزفية الفيروسية، ويمكن أن تتطور الأعراض بسرعة كبيرة.
غالبًا ما تظهر الأعراض خلال فترة حضانة تتراوح بين يومين إلى 21 يومًا بعد التعرض للفيروس. تشمل أبرز الأعراض ما يلي:
1. الحمى المرتفعة: تعتبر من أولى الأعراض التي تظهر على المصاب، وغالبًا ما تكون شديدة.
2. الصداع الشديد: يعاني المريض من صداع شديد ومستمر قد يرافقه شعور بالإنهاك الشديد.
3. آلام العضلات: يشعر المصاب بآلام شديدة في العضلات والمفاصل.
4. القيء والإسهال: يبدأ القيء والإسهال عادة في اليوم الثالث أو الرابع بعد ظهور الحمى، وقد يستمر لعدة أيام.
5. الطفح الجلدي: يمكن أن يظهر طفح جلدي في الأيام المتقدمة من المرض، غالبًا بعد حوالي 5 أيام من ظهور الأعراض الأولى.
6. النزيف: يعد النزيف الداخلي والخارجي من أكثر الأعراض خطورة لفيروس ماربورغ.
قد يحدث النزيف من اللثة، الأنف، العينين، أو مناطق أخرى من الجسم. كما يمكن أن يتطور النزيف ليشمل النزيف الداخلي، وهو أحد أهم أسباب الوفاة في الحالات الشديدة.
7. خلل في وظائف الكبد: يتسبب الفيروس في تلف كبير في الكبد، مما يؤدي إلى خلل في وظائفه، وقد يظهر ذلك من خلال اصفرار العينين (اليرقان).
8. التدهور العقلي: في المراحل المتأخرة، يمكن أن يعاني المصاب من تدهور في الحالة العقلية، بما في ذلك الارتباك وفقدان الوعي.
في الحالات الشديدة، قد يتطور المرض إلى فشل أعضاء متعددة مثل الكلى والكبد، مما يؤدي إلى الوفاة.
طرق انتقال فيروس ماربورغ
ينتقل فيروس ماربورغ بشكل رئيسي من الحيوانات إلى البشر، كما ينتقل من إنسان إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر مع سوائل الجسم المصابة، مثل الدم، اللعاب، البول، القيء، أو السائل المنوي.
من بين الحيوانات التي يُعتقد أنها مصدر محتمل للفيروس الخفافيش، وتحديدًا الخفافيش التي تعيش في الكهوف الاستوائية في إفريقيا.
كما يمكن أن ينتقل الفيروس عبر الأدوات والأسطح الملوثة بسوائل المصاب، مثل الإبر الطبية غير المعقمة أو الملابس والأغراض الشخصية التي تعرضت لسوائل الجسم المصابة. ومن المخاطر الشديدة في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس تقديم الرعاية الصحية للمصابين بدون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مما يعرض العاملين في المجال الطبي لخطر الإصابة.
طرق الوقاية من فيروس ماربورغ
نظرًا لخطورة فيروس ماربورغ وعدم توفر علاج محدد أو لقاح معتمد له حتى الآن، تعتبر الوقاية أفضل وسيلة للحماية من هذا الفيروس. ويمكن تحقيق الوقاية عبر عدد من الخطوات التي تهدف إلى الحد من انتقال العدوى والسيطرة عليها، وتشمل ما يلي:
1. تجنب الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة: يجب تجنب التعامل مع الحيوانات التي تعتبر ناقلة محتملة للفيروس، مثل الخفافيش أو القردة في المناطق المعروفة بانتشار الفيروس.
2. اتخاذ احتياطات السلامة في الرعاية الصحية: يجب على العاملين في المجال الصحي ارتداء معدات الوقاية الشخصية (PPE) المناسبة، بما في ذلك الأقنعة والقفازات والملابس الواقية عند التعامل مع المصابين أو عند تنظيف سوائل الجسم.
3. الحجر الصحي: عند الاشتباه بحالة إصابة، يجب عزل المصاب فورًا ووضعه تحت الحجر الصحي لمنع انتشار العدوى بين الأشخاص الآخرين.
4. التوعية الصحية: رفع مستوى الوعي لدى المجتمعات المعرضة للخطر حول الفيروس، طرق انتقاله، وأهمية الالتزام بالنظافة الشخصية.
5. التعامل الآمن مع الموتى: يجب اتخاذ احتياطات خاصة عند التعامل مع جثث الأشخاص الذين توفوا نتيجة الإصابة بالفيروس، حيث تبقى الجثة معدية لفترة بعد الوفاة. يتم عادة دفن الجثث وفق إجراءات صارمة للحد من انتقال العدوى.
6. النظافة الشخصية: غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون أو استخدام معقمات اليدين التي تحتوي على الكحول، خاصة بعد ملامسة الأسطح أو الأشخاص.
7. التعاون مع السلطات الصحية: في حال تفشي الفيروس في منطقة معينة، يجب الالتزام بتعليمات السلطات الصحية المحلية والدولية واتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع تفاقم الوضع.
فيروس ماربورغ يمثل تهديدًا صحيًا عالميًا نظرًا لخطورة أعراضه ومعدلات الوفاة المرتفعة المرتبطة به. وعلى الرغم من أن انتشاره نادر، إلا أن الوعي الكامل بالمرض وأعراضه وطرق الوقاية منه يعتبر أساسيًا لمنع تفشيه. تعمل الجهات الصحية الدولية والمحلية بشكل مستمر على مراقبة الأوبئة الفيروسية، والجهود مستمرة لتطوير لقاحات وعلاجات فعّالة للفيروس.