نشبت مشادة كلامية بين الشيخ وحيد أبو الفضل، الداعية الإسلامي، والشيخ طارق نصر، أحد علماء الأزهر الشريف، خلال مناقشة تفسير آية: "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون"، وذلك في برنامج "علامة استفهام" الذي يقدمه الإعلامي مصعب العباسي.
أثناء النقاش، قال الشيخ طارق نصر إن الله نهى وحرم الاقتراب من الصلاة في حالة السكر، أي عندما يكون الشخص تحت تأثير الخمر، حتى يكون واعيًا لما يقول أثناء الصلاة. هذا التفسير جاء ضمن سياق التحذير من شرب الخمر قبل الصلاة حتى لا يفقد المصلي وعيه بما ينطقه.
لكن الشيخ وحيد أبو الفضل انفعال عليه سريعًا، مشيرًا إلى أن الخمر ليس فقط محرمًا أثناء الصلاة بل هو حرام في أي وقت. وأضاف في رده الحازم: "هل تناول الخمر خارج أوقات الصلاة حلال؟ بالطبع لا، فالخمر حرام في كل الأوقات". ووضح أن تحريم الخمر جاء تدريجيًا في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في البداية: "تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً"، وبعدها نزلت آية أخرى تقول: "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما"، مما يشير إلى أن الله بدأ بالتنبيه عن مخاطر الخمر وأضرارها قبل أن يحرمها بشكل قاطع.
تابع الشيخ وحيد تفسيره، مشيرًا إلى أن الله أكمل تحريم الخمر بشكل تدريجي ورحيم في أكثر من موضع في القرآن الكريم، حتى وصلت الأمور إلى التحريم التام في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ". وأوضح أن هذا التدرج كان من رحمة الله بالناس، حيث تم تمهيدهم تدريجيًا لفهم خطورة الخمر والابتعاد عنه.