أثار مفهوم "زواج التجربة" جدلاً واسعاً حول مدى جوازه في الإسلام، حيث يُعتبر وسيلة لمعالجة قضايا الطلاق. يوضح هذا المقال حكم "زواج التجربة" بناءً على آراء مختصين ومؤسسات دينية.
تعريف زواج التجربة
"زواج التجربة" هو عقد زواج يتضمن شروطاً إضافية في عقد مدني منفصل، تهدف إلى إلزام الزوجين بالبقاء معاً لمدة معينة (من ثلاث إلى خمس سنوات) قبل اتخاذ قرار بشأن الاستمرار أو الانفصال.
حكم زواج التجربة
آراء الفقهاء:
الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أكدت أنه لا يوجد ما يسمى "زواج التجربة"، واعتبرت أنه مشابه لزواج المساكنة، الذي يُعد من باب الزنا وليس زواجاً مشروعاً. وأضافت أن الأصل في الزواج هو التراضي بين الطرفين، وليس تحديد مدة محددة أو شروط مضافة.
دار الإفتاء المصرية:
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الزواج في الإسلام عقد مقدس تتوفر فيه شروط وأركان شرعية.
وأضافت أن مصطلح "زواج التجربة" يحمل معاني سلبية ويخالف القيم الاجتماعية والدينية. وأكدت أن الزواج يجب أن يكون دائماً خالياً من الشروط المؤقتة التي تحدد مدة معينة، لأن هذا يعد شرطاً باطلاً في العقد.
توضيحات إضافية:
الزواج في الإسلام: يُشترط في عقد الزواج أن يكون خالياً من الشروط الباطلة، مثل تحديد مدة معينة للزواج أو اشتراط عدم الطلاق لفترة زمنية معينة. هذه الشروط لا تتماشى مع مبادئ الزواج الإسلامي الذي يُبنى على التراضي والثبات.
الشروط الصحيحة: يمكن إضافة شروط تتعلق بمصلحة أحد الطرفين إذا كانت لا تتعارض مع المقاصد الشرعية للعقد، مثل عدم نقل الزوجة من بلدها أو عدم الزواج بأخرى دون علمها، ولكن لا يجوز فرض شروط تُقيد الحقوق الأساسية كحق الطلاق.
الرعاية والتوجيه
تَشجّع دار الإفتاء المصرية على التوعية والتدريب المسبق للمقبلين على الزواج من خلال دورات متخصصة لتجنب المشكلات الأسرية وضمان استقرار الحياة الزوجية.
بناءً على ما سبق، يُعتبر "زواج التجربة" غير مطابق للشريعة الإسلامية، ويجب أن يُفَسّر الزواج وفقاً للأحكام الشرعية التي تتطلب استقرار العقد ورفض الشروط المؤقتة التي قد تؤدي إلى تفسيرات غير صحيحة للزواج.