الدكتورة إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أوضحت أن بعض الأمهات يشعرن بالعجز عن تربية أبنائهن بعد الطلاق، ويعتقدن أن الأطفال سيقضون معظم الوقت مع والدهم، مما يدفعهن للتخلي عن مسئولية التربية في بعض الحالات. وتساءلت: "هل تأثم الأم إذا تخلت عن أبنائها بعد الطلاق؟".
هل تأثم الأم المتخلية عن أبنائها بعد الطلاق؟
أكدت إيمان محمد أن الأم تتحمل مسئولية كبيرة في حياة أبنائها، خاصة في المراحل العمرية التي يكون فيها الأطفال بحاجة لرعاية وتوجيه مستمرين. إذا كانت الأم قادرة على رعاية أبنائها في مرحلة حساسة من حياتهم وتخلت عن هذا الدور، فإنها تعتبر مقصرة في واجبها. وأضافت أن الأمومة تعد من أعظم الأدوار التي تقوم بها المرأة ويجب أن تكون على رأس أولوياتها.
وأشارت إلى أن الطفولة هي مرحلة تتطلب وجود الأم ورعايتها بشكل مباشر، لا سيما عندما يكون الأب غير قادر على توفير الرعاية الكافية. وبينت أن الأب قد يكون مسئولاً عن النفقة، ولكن ذلك لا يعني أن الأم تتخلى عن دورها الأساسي في تربية الأطفال، فالأمومة هي الدور الرئيسي الذي يجب أن تضطلع به المرأة، وهو من أعظم أدوارها في الحياة. وشددت على أن الأم يجب أن تدرك أهمية دورها في حياة أبنائها ولا تتخلى عن مسئوليتها مهما كانت الظروف.
هل الطلاق من زواج عرفي له عِدة؟
من جهة أخرى، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الطلاق من زواج عرفي له "عدة" مثل الزواج الرسمي. وأشار إلى أن الزواج العرفي هو زواج يتم دون توثيق رسمي من الجهات المختصة، وقد يُكتب بين الطرفين أو عند محامٍ وليس عند مأذون.
وأضاف ممدوح أن الزواج العرفي يستوفي شروط الزواج الأساسية، مثل الإيجاب والقبول والشهود ووجود الولي، مما يجعله صحيحًا من الناحية الشرعية، ولكنه غير موثق رسميًا. وبناءً عليه، فإن الطلاق من زواج عرفي يتبع نفس أحكام العدة في الزواج الرسمي، حيث تكون العدة للمرأة التي تحيض ثلاث حيضات متتالية (ثلاثة قروء)، وثلاثة أشهر للمرأة التي توقفت عن المحيض.
هذا التوضيح يؤكد أن الطلاق، سواء كان من زواج عرفي أو رسمي، يتطلب الالتزام بنفس القواعد الشرعية المتعلقة بالعدة.