ما هو عقاب من يتكلم في أعراض الناس؟

الحديث عن أعراض الناس هو من القضايا الهامة التي ينبغي على الجميع معرفتها، لتجنب سوء العاقبة والوقوع في المهالك. وتؤكد الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أهمية حفظ الأعراض وصونها في التشريع الإسلامي.

توضح السعيد في إجابتها عن السؤال حول عقاب من يتكلم في أعراض الناس أن الإسلام يهدف إلى حفظ المصالح ودرء المفاسد، ويتجلى ذلك في الأوامر والنواهي التي وضعها الله لتحقيق هذا الهدف. وأحد المقاصد الخمسة الأساسية للتشريع الإسلامي هو حفظ العرض، إلى جانب حفظ النفس، الدين، المال، والنسل.

تشير السعيد إلى أن الله أمرنا بمجموعة من الأوامر والنواهي لتحقيق هذا المقصد، منها الالتزام بتعاليم الدين، الزواج كوسيلة للعفة، غض البصر، حفظ الفروج، والابتعاد عن مواطن الشبهات. وأضافت أن حفظ عرض الآخرين يتطلب عدم التحدث في أعراضهم أو الاستماع للكلام السلبي عنهم، مؤكدة أن عقوبة التحدث في عرض الآخرين قد وردت في القرآن الكريم.

ذكرت السعيد قوله تعالى: "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءِ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" (سورة النور: الآية 4)، مما يعني أن العقوبة تشمل الجلد ثمانين جلدة والعقوبة المعنوية بعدم قبول شهادتهم ووصمهم بالفسق.

حكم الخوض في أعراض الناس

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الخوض في أعراض الناس بغير حق هو حرام شرعًا ويعد من كبائر الذنوب. الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم" (أخرجه أبو داود).

الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أكد أن الغيبة والنميمة من الكبائر، وأنه لا يجوز مجالسة من يرتكبون هذه الذنوب. وأشار إلى قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا..." (سورة الحجرات: الآية 12).

نبه وسام إلى ضرورة تجنب الحديث عن الآخرين والابتعاد عن سماع الغيبة. كما أكد أن الشخص ينبغي عليه النصح وتذكير الآخرين بحرمة الغيبة إذا اضطر لمجالستهم.

كيفية التوبة من الخوض في أعراض الناس

الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أوضح أن التوبة من هذا الذنب تتطلب الدعاء والاستغفار. وينبغي لمن اغتاب الآخرين أن يسعى للمصالحة والعمل الصالح والاستغفار. وأشار إلى أن من الأفضل أن يطلب المسامحة من الأشخاص الذين اغتابهم إذا كان ذلك ممكنًا.