تفاصيل مكالمة شيخ الأزهر مع الطالبة الفلسطينية رؤى بعد تفوقها بالثانوية الأزهرية

«أهلا ست رؤى، أنا عمك الدكتور أحمد الطيب. مبروك يا ستي، أنتي طلعتي التانية على معاهد فلسطين الأزهرية كلها»، بهذه الكلمات وجه شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، تهنئته للطالبة الفلسطينية رؤى رائد خلال مكالمة هاتفية لم تتجاوز 60 ثانية. تلك المكالمة كانت كافية لتغير مسار حياتها وتمنحها الأمل والتفاؤل بمستقبل باهر، بعد أن غادرت غزة بسبب الحرب المستمرة هناك.

نزوح من غزة وفقدان رب الأسرة

قبل تحقيق هذا التفوق، عاشت رؤى أيامًا صعبة مع أسرتها التي نزحت من شمال غزة لمدة شهرين. وفي إحدى الليالي العصيبة، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي المنزل الذي كانت تقيم فيه أسرتها، مما أدى إلى إصابة والدها بجروح خطيرة. تتذكر رؤى تلك اللحظة المؤلمة حيث رأت والدها ينزف دون إمكانية الحصول على الإسعافات اللازمة بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت والكهرباء. ورغم محاولات إسعافه، إلا أنه فارق الحياة.

مثابرة وتفوق بالثانوية الأزهرية

بعد وفاة والدها وعمها، لم تتمكن أسرة رؤى من الصمود وسط عدوان الاحتلال الإسرائيلي. لكن القدر منحها فرصة أخرى حيث انتقلت مع والدتها وشقيقيها إلى مصر لاستكمال دراستها في الثانوية الأزهرية.

تم توفير مسكن ومعلمين لها بإشراف شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، مما مكنها من إتمام شهادتها. تقول رؤى: «أبي هو الداعم الأول لي ولإخوتي، وما زال هو داعمي إلى الآن، لكن فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب وفر لنا سبل الراحة والترفيه».

فرحة النجاح وأمل المستقبل

لم تتوقع رؤى أن تكون من الأوائل على معاهد فلسطين الأزهرية، وكان رد فعلها مليئًا بالمفاجأة والفرحة عندما هاتفها شيخ الأزهر لتهنئتها. رغم فرحتها الكبيرة، إلا أنها شعرت بأن فرحتها منقوصة بدون أسرتها وشعبها الفلسطيني. تطمح رؤى الآن إلى الالتحاق بإحدى الكليات العلمية والتخصص في مجال طبي لتحقيق حلم طفولتها بأن تصبح طبيبة تخدم وطنها الفلسطيني.