هل يجوز فصل التوأم المتلاصق عند دفنهم؟.. الإفتاء تجيب

أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال حول حكم فصل التوأمين الملتصقين عند دفنهما، سواء ماتا معًا أو مات أحدهما وبقي الآخر حيًا.

حكم فصل التوأمين الملتصقين عند دفنهما:

- في حالة موتهما معًا:

إذا مات التوأمان الملتصقان معًا، فإنهما يُغسَّلان ويُكفَّنان معًا ويُدفنان في قبر واحد.

- في حالة موت أحدهما وبقاء الآخر حيًا:

إذا مات أحد التوأمين وبقي الآخر حيًا، يتحتم اتخاذ الوسائل الطبية الممكنة لفصلهما، بشرط ألا يتضمن ذلك تمثيلًا بالميت أو إضرارًا بالحي، وفق ما تقرره المعايير الطبية.

 من دلائل إعجاز الله تعالى وقدرته في خلقه:

أوضحت دار الإفتاء أن من آيات الله المعجزة الدالة على عظيم قدرته التي لا تُحدُّ، وكثرة نعمه التي لا تُحصى، اختلاف مخلوقاته في أنواعها وأحوالها. قال تعالى في سورة الروم، الآية 22:

 ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾

 تفسير الإمام الطبري:

قال الإمام الطبري في تفسير هذه الآية:

 "ومن حججه وأدلته أيضًا على أنه لا يُعجزه شيء بقدرته التي لا يمتنع معها عليه شيءٌ أراده ﴿وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ﴾ يعني اختلاف منطق ألسنتكم ولغاتها ﴿وَأَلْوَانِكُمْ﴾ يعني اختلاف ألوان أجسامكم.

 إن في فعله ذلك لعِبَرًا وأدلة لخلقه الذين يعقلون أنه لا يُعْيِيه إعادتهم لهيئتهم التي كانوا بها قبل مماتهم من بعد فنائهم."

من إعجاز الله في خلقه التوأم الملتصق:

اختتمت دار الإفتاء ببيان أن خلق جسدين ملتصقين يعيشان معًا كحياة الجسد الواحد هو من دلائل إعجاز الله تعالى. 

رغم أن هذا الأمر من النوازل، إلا أن العلماء والمؤرخين ذكروا حالات له في مختلف العصور منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم، وكيفية تعاملهم مع الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه الحالات، مثل دفن التوأم الملتصق إذا ماتا معًا أو إذا مات أحدهما دون الآخر.