أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال هل صوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة؟، مشيرةً إلى أن صوم يوم عاشوراء هو سنة حثَّنا النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم على صيامه، وبيَّن فضله بأنه يُكفِّر ذنوب سنةٍ مَضَت. واستشهدت الدار بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» (أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه").
ما هي الذنوب التي لا تغفر يوم عاشوراء؟
أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الفرق بين كبائر الذنوب وصغائرها. الكبار تتمثل في شهادة الزور وأكل الحرام وفعل الفواحش، بينما الصغائر هي اللمم الذي يرتكبه الإنسان في يومه العادي كخروج كلمة عن شخص في غيابه أو التلفظ بلفظ مكروه. وأكد عثمان أن فعل الكبائر يحتاج إلى توبة وندم، بينما الصغائر يغفرها الله عند صيام التطوع مثل يوم عاشوراء.
لماذا نصوم يوم عاشوراء؟
يشرح الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أن الصيام كان مفروضاً في يوم عاشوراء حتى أنزل الله فريضة صيام شهر رمضان. وعندما دخل النبي ﷺ المدينة ووجد اليهود يصومون يوم عاشوراء لأنه اليوم الذي نجَّى الله فيه موسى، صامه النبي ﷺ وأمر المسلمين بصيامه. وظل صوم عاشوراء سنة إلى يوم الدين. وقال النبي ﷺ: "لو بقيت لقابل لصمت تاسوعاء وعاشوراء". وأضاف جمعة أن من السنن المرغوبة التوسعة على الأهل في هذا اليوم، مستشهداً بقول النبي ﷺ: "من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته".
حكم صيام النفل
بيّن المفتي السابق أن صيام النفل مثل يوم عرفة وعاشوراء هو مستحب وليس واجباً، ويزيد من ثواب العبد، لكن تركه لا يُعدّ إثمًا.
وظائف يوم عاشوراء
من وظائف يوم عاشوراء الصيام لمن يستطيع، والتوسعة على الأسرة. كما يُستحب الذكر والدعاء وقراءة القرآن وفعل الخير والصدقات. وشدد علي جمعة على أهمية اجتماع الأسرة في هذا اليوم، لأن المناسبات الدينية تساهم في الحفاظ على الهوية الإسلامية وتعزيز العلاقة بالإسلام.