بعد مرور أكثر من تسعة أشهر من الحرب الشرسة على قطاع غزة، لم تعد الآثار السلبية تقتصر على تدمير البنية التحتية وارتفاع أعداد الشهداء، بل امتدت لتشمل جنود الاحتلال الذين باتوا يعانون من أمراض نفسية وإعاقات.
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن جنود الاحتلال يدفعون "الثمن الباهظ" لطول الحرب في غزة، حيث سرح الجيش 90 جندياً خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب بسبب إصابتهم بأمراض نفسية وعقلية خطيرة، بالإضافة إلى ارتفاع طلبات الاستقالة وترك الخدمة العسكرية، وفق ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية".
ذكرت الصحيفة العبرية أن جنود الاحتياط غير المدربين يدفعون الثمن الباهظ للحرب في قطاع غزة، حيث يعانون من أمراض نفسية وعقلية، بجانب الإصابات والوفيات. خلال الفترات الماضية، تم رصد العديد من الإصابات بالاضطرابات النفسية الحادة والميول الانتحارية بين الجنود.
وأضافت الصحيفة أن معظم الجنود المصابين يعانون من مشاكل نفسية تتراوح بين الاكتئاب والهلاوس والميول الانتحارية، وبعضهم يعاني من اضطراب كرب ما بعد الصدمة، ما يستدعي علاجات نفسية طويلة الأمد.
وفقًا لتقارير وزارة الصحة الإسرائيلية، ارتفع عدد الجنود المعاقين في أقسام إعادة التأهيل بوزارة الدفاع إلى 70 ألف جندي وضابط، بعد انضمام 8663 جريحًا منذ السابع من أكتوبر الماضي، فيما يعاني 35% من هؤلاء الجرحى من أمراض نفسية.
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن أكثر من 10 آلاف ضابط وجندي احتياط طلبوا الحصول على خدمات الصحة العقلية.
أعلن قسم التأهيل في جيش الاحتلال عن تشكيل فريق طبي من أطباء نفسيين وممرضين للتعامل مع الميول الانتحارية بين الضباط، خصوصًا بعد أن كشفت صحيفة "هآرتس" عن انتحار 10 ضباط بعد السابع من أكتوبر.
أقر جيش الاحتلال في مارس الماضي بأنه يواجه أكبر أزمة في الصحة العقلية في تاريخه، بعدما خضع أكثر من 1700 جندي وضابط للعلاج النفسي.