قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسير آية الكرسي من سورة البقرة: "هذه آية الكرسي ولها شأن عظيم، قد صح الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنها أفضل آية في كتاب الله. عن أبي هو ابن كعب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: الله ورسوله أعلم، فرددها مرارا ثم قال: آية الكرسي".
ويشير السنة النبوية إلى فضل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة، فقد روى أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة، إلا الموت". وأخرجه النسائي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، وابن السني.
ويوضح الحديث أن من يستمر في قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة يستحق الجنة، والموت هو الفاصل بينه وبين الجزاء، حيث ينقطع العمل بعد الموت.
آية الكرسي هي قوله تعالى: "الله لا إلٰه إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض" (سورة البقرة، الآية 255)، وتسمى بهذا الاسم نظراً لذكر الكرسي فيها.
أما حكم قراءة آية الكرسي وحدها بعد الفاتحة في الصلاة، فقد أجاب الشيخ عمرو الورداني -أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية- بأنه يجوز ذلك ولا حرج في ذلك. وأشار إلى أنها كنز من كنوز عرش الرحمن وآية مباركة، فيمكن الصلاة بها مع الفاتحة دون حاجة لقراءة سورة بعدها، إذا كان ذلك مناسباً.