خلال الأيام القليلة الماضية، حلت ذكرى رحيل واحدة من نجمات زمن الفن الجميل، هانم السينما المصرية "ميمي شكيب".
ميمى شكيب، التي وُلِدت عام 1913 واسمها الحقيقي "أمينة"، نشأت في أسرة أرستقراطية، حيث كان جدها يخدم في جيش الخديوي إسماعيل، ينما كان والدها مأمور شرطة في حلوان، في حين كانت والدتها امرأة متعلمة تُجيد أكثر من لغة.
ميمي شكيب
وفي سن الثانية عشرة، توفي والدها، مما أدى إلى دخول أسرتها في مشاكل مع عائلتها بسبب خلافات الميراث، وتم حرمانهم من حقهم فيه.
لجأت والدتها إلى العمل من أجل تلبية احتياجاتها، وبدأت ميمي في تعلم اللغات في مدرسة الراهبات.
أثارت ميمي اهتمام الفنان يوسف وهبي أثناء تواجدها مع أسرتها على شاطئ الإسكندرية، حيث وجد فيها موهبة فنية متميّزة.
لكن عندما عرض الأمر على أسرتها، تم رفضه بحجة أنها خجولة ولا تستطيع مواجهة الجمهور على المسرح، وأن تقاليد الأسرة تمنعها أيضًا من الالتحاق بالفن.
شكيب عرضت الأمر لصديقتها وجارتها زينب صدقي، التي كانت في زيارة لديها، وفي ذلك الوقت حضر الفنان سليمان نجيب، وتمكن من إقناعها بالمشاركة في التمثيل على المسرح.
وبدعم من زينب صدقي، قدمت شكيب مع نجيب مسرحية "حكم قراقوش"، حيث قررت استخدام اسم "ميمي" بدلاً من "أمينة".
ميمي شكيب
بعد ذلك، انجذبت ميمي وأختها زوزو للتمثيل، وانضمتا إلى فرقة الريحاني، حيث تلقتا التدريب من الكوميديان العملاق نجيب الريحاني.
وشاركت ميمي في العديد من المسرحيات مع الفرقة، ومن أشهرها مسرحية "الدلوعة".
بدأت ميمي شكيب مسيرتها في عالم السينما عام 1934 بدور صغير في فيلم "ابن الشعب".
من بين أبرز أفلامها: "حياة الظلام"، "ابن الشعب"، "الحل الأخير"، "تحيا الستات"، "شارع محمد علي"، "كدب في كدب"، "القلب له واحد"، "سر أبي"، "قلوب دامية"، "بيومي أفندي"، "شاطئ الغرام"، "أخلاق للبيع"، "حبيب الروح"، "حميدو"، "دهب"، "حكم قراقوش"، "الحموات الفاتنات"، "إحنا التلامذة"، "دعاء الكروان"، "البحث عن فضيحة"، "نشالة هانم"، و"نهارك سعيد".
وقدمت ميمي شكيب آخر أدوارها السينمائية في فيلم "السلخانة" عام 1982، حيث شاركت في 160 فيلمًا خلال مسيرتها الفنية.
ميمي شكيب
ميمي شكيب تزوجت مرتين في حياتها، أولهما كان من ابن شقيقة إسماعيل باشا صدقي، رئيس الوزراء في ذلك الحين.
وكانت هذه الخطوة نتيجة لرغبتها في الهرب من سيطرة والدها وقمعه، لكنها واجهت واقعًا مختلفًا تمامًا، حيث وجدت نفسها محبوسة في سجن عاطفي، حيث تعرضت للإصابة بالشلل المؤقت بسبب الظروف القاسية، وخاصة بعدما تخلى زوجها عنها وتزوج من أخرى وانتهى الأمر بالطلاق.
بعد ذلك، تزوجت من الفنان سراج منير بعد فترة من التفاهم والحب المتبادل.
ميمي شكيبواستمر زواجهما حتى وفاة سراج منير عام 1957.
في الأيام الأخيرة من حياتها، واجهت ميمي شكيب اتهامات في قضية دعارة، مما أدى إلى دخولها إلى إحدى المصحات النفسية.
وقضت في النهاية 170 يومًا في السجن عام 1974، حيث كانت برفقة سجينات أخريات من داخل وخارج الوسط الفني.
وبالرغم من أنها حصلت على البراءة، إلا أن القضية تركت آثارًا عميقة على حياتها.
بطريقة مروعة تشبه حالة الفنانة سعاد حسني، انتهت حياة ميمي شكيب عندما تم دفعها من شرفة شقتها في وسط البلد في 20 مايو عام 1983، ولم يُكتشف مرتكب الجريمة.
من هى شقيقة ميمي شكيب؟
زوزو شكيب، الفنانة الرائعة التي اشتهرت بأدوارها الشريرة وأسلوبها الفني الفريد، حيث أضفت تلك الروح الخاصة على شخصياتها التي جسدتها ببراعة.
ميمي شكيبوُلِدَت عام 1909، وهي الابنة الكبرى لعائلة أرستقراطية، وتشتهر أيضًا بأسماء زينب شكيب.
تتميز بإتقانها لخمس لغات، بما في ذلك الإيطالية والألمانية والفارسية، إلى جانب الإنجليزية والفرنسية.
وجمالها الطبيعي وحسنها الواضح يعكسان جاذبية خاصة، بالإضافة إلى نظراتها الحادة التي تبرز معان جديدة للجمال والحسن في عالم التمثيل.
بدأت زوزو شكيب مسيرتها الفنية على خشبة المسرح في عام 1929، عندما شاركت في مسرحية "الدكتور"، وانضمت مع شقيقتها ميمى إلى فرقة الريحاني.
اشتهرت الشقيقتان بتقديم أدوار المرأة الجميلة الشريرة والمستبدة، وشاركت زوزو في العديد من المسرحيات مع الفرقة.
انتقلت زوزو شكيب إلى مجال السينما في عام 1937 من خلال دور صغير في فيلم "مبروك"، ومن ثم ازدهرت مسيرتها السينمائية.
تعاونت مع شقيقتها وزوجها في الإنتاج السينمائي، وكان لها أدوار بارزة في العديد من الأفلام.
في حديث نادر، كشفت ميمى شكيب عن بداياتهما الفنية، وكيف بدأتا مسيرتهما في مجال التمثيل عندما كانتا في سن مبكرة.
وفي موقف طريف، أوضحت ميمى كيف حاولت الانتقام من شقيقتها بعد أدائها مشهد ببراعة، ولكن انتهى الأمر بمعاهدة صلح بينهما.
بفضل ثقافتها الواسعة وإتقانها لعدة لغات، اختارت الملكة نازلي والدة الملك فاروق زوزو شكيب لتكون إحدى وصيفاتها، وهو ما تسبب في تأجيل بعض أعمالها الفنية بسبب التزامها في القصر.
عملت زوزو شكيب أيضًا في فرقة فؤاد المهندس، حيث لعبت دور الحماة القاسية في مسرحية "إنها حقًا عائلة محترمة"، لكن القدر غيبها عن عالمنا قبل عرض المسرحية في عام 1978.