أول رجل يعبر المانش على كرسي متحرك.. ما القصة؟

عندما تعرض هيثم عادل لإصابة أفقدته القدرة على الحركة قبل سنوات، دخل في نوبة اكتئاب طويلة، ولم يكن يتخيل أنه سيصبح يوما ما أول سباح مصري على كرسي متحرك يعبر بحر المانش من إنجلترا إلى فرنسا.

وفي يوم الخميس، أعلن مركز معلومات مجلس الوزراء المصري عن نجاح السباح هيثم عادل وفريقه في تحقيق إنجاز استثنائي بعبور بحر المانش على كرسي متحرك ضمن فريق تتابع.

وبحسب البيان الحكومي، تمكن الفريق من قطع المسافة الشاقة في زمن قياسي بلغ 12 ساعة و33 دقيقة.

تكون الفريق بجانب هيثم عادل من السباح أحمد أسامة والسباحة الأولمبية شيرويت حافظ والسباحة المجرية ديانا توث، وبالإضافة إلى السباح عبد العزيز شلبي والمدرب خالد شلبي الذي يعاني إعاقة حركية تامة في ذراعه الأيمن.

وتحدث هيثم عادل لموقع "سكاي نيوز عربية" عن تفاصيل الإنجاز الذي تحقق قائلاً: "بدأت قصتي مع السباحة حينما أصبت قبل عدة سنوات بقطع في النخاع الشوكي، أفقدني القدرة على الحركة، وأصبحت قعيداً على كرسي متحرك."

وأضاف قائلاً: "في هذه الفترة أصبت بحالة اكتئاب شديدة وشعرت أن حياتي انتهت، لكن الأطباء نصحوني أن العلاج الطبيعي في المياه له نتائج جيدة. من هنا بدأت تعلم السباحة كنوع من العلاج، ثم تحول الأمر إلى تحد وحلم بالنسبة لي، حيث أردت أن أصبح بطلاً وسباحاً له تاريخ مهم، ولو على كرسي متحرك."

وأشار هيثم عادل إلى أنه تعلم السباحة وانخرط في رياضة التراياثلون التي تعتمد على 3 ألعاب، وحقق بطولات محلية في هذه البطولة. وأعرب عن حلمه بعبور بحر المانش كأول سباح مصري على كرسي متحرك يحقق هذا الإنجاز.

تم دعم هيثم عادل من قبل وزارة الشباب والرياضة لتحقيق حلمه، وسافر وانخرط في معسكر تدرببطولة للتحضير لعبور بحر المانش. واستغرقت التحضيرات والتدريبات عدة أشهر قبل أن يتمكن الفريق من الانطلاق في التحدي الكبير.

وفي يوم العبور، بدأ الفريق رحلته من شاطئ جنوب إنجلترا في الصباح الباكر. وقد واجهوا تحديات عديدة خلال السباحة، مثل درجات حرارة المياه الباردة والتيارات القوية. لكنهم استمروا في السباحة بقوة وإصرار.

وبعد 12 ساعة و33 دقيقة من السباحة المتواصلة، تمكن هيثم عادل وفريقه من الوصول إلى الساحل الفرنسي بنجاح. وهذا الإنجاز جعله أول سباح مصري على كرسي متحرك يعبر بحر المانش.

وعند وصولهم إلى الساحل، كان هناك استقبال حار وتكريم لهيثم عادل وفريقه من قبل الجماهير المصرية والفرنسية. وتمت مشاركة الخبر في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مما أثار إعجاب الكثيرين وألهم العديد من الأشخاص.

بعد تحقيق هذا الإنجاز الرائع، أصبح هيثم عادل قدوة للكثيرين ومصدر إلهام للأشخاص ذوي الإعاقة. وقد أثبت أنه مع الإرادة القوية والتحدي الشخصي، يمكن تحقيق أحلام كبيرة وتجاوز الصعاب.

الإنجاز الذي حققه هيثم عادل وفريقه في عبور بحر المانش على كرسي متحرك هو دليل على أن العزيمة والإرادة قادرة على تحقيق المعجزات، وتذكرنا بقوة الروح البشرية في التغلب على الصعاب.