تتضمن حياة المشاهير العديد من الأحداث، وهنا نقصد "الفنانين" الذين شهدوا لحظات كثيرة ومواقف متعددة في حياتهم، كان منها ما هو على مرأى ومسمع الجميع، من منطلق أن الفنان بعد شهرته يصبح ملك جمهوره وليس نفسه، وبالتالي تكون أحداث حياته على المشاع.
ولكن بجانب تلك الحياة المنفتحة على الآخرين، كان للبعض قصص غامضة وأسرار، منها ما دفن معه بعد رحيله، ومنها ما انكشف بمرور السنوات.
ومن قصص الفنانين التي كانت حديث الشارع المصري، هى واقعة قتل الفنانة الشهيرة وداد حمدي، أشهر خادمة في تاريخ السينما المصرية.
وداد حمديكانت نهاية وداد حمدي مأساوية فقد قتلت غدراً بدلًا من الفنانة يسرا.
نشأت في المحلة الكبرى مع أسرتها بسبب عمل والدها في شركة الغزل والنسيج.
وداد حمديوبعد خروج والدها على المعاش وتعرضه لأزمة مالية، انتقلت وداد إلى القاهرة بحثًا عن عمل، واستقرت في منزل عمها في منطقة السيدة زينب.
في البداية، لم يكن التمثيل هدفها الأول، بل كانت تمتلك موهبة غنائية ترغب في تطويرها وإبرازها، وحاولت تقديم موهبتها على المسارح، لكنها واجهت صعوبات، وبسبب حبها للطرب والغناء، انتقلت وداد إلى عالم التمثيل.
بعد دخولها لهذا المجال، قررت العيش بمفردها بسبب الصراعات المتكررة مع عمها، خاصة أنها كانت تعود من التصوير في ساعات متأخرة من الليل.
بعد دراستها للتمثيل لمدة سنتين في معهد التمثيل، حظيت وداد حمدى بفرصتها الأولى في عالم الفن من خلال المخرج بركات الذي قدم لها أول دور في فيلم "هذا جناه أبى"، حيث شاركت إلى جانب الفنان القدير زكي رستم.
وداد حمديولم تكتف حمدي بذلك الدور فقط، بل شاركت في العديد من الأفلام البارزة مثل «إشاعة حب، المصيدة، أفواه وأرانب، يا عزيزى كلنا لصوص، الهلفوت، على بيه مظهر و40 حرامى، وغيرهم»، واشتهرت خاصة بدور الخادمة في أعمالها الفنية.
تزوجت وداد حمدي 3 مرات، الزواج الأول كان من الموسيقار محمد الطوخي، ولكن لم تدم العلاقة طويلاً.
وبعد ذلك، تزوجت للمرة الثانية من الموسيقار محمد الموجي، وفي المرة الثالثة والأخيرة، تزوجت من الفنان صلاح قابيل، ولكن الزواج لم يستمر لأكثر من شهر، وأنجبت منه ابنها الوحيد عمرو.
أثناء حوار مع الفنانة يسرا، كشفت عن تفاصيل صادمة حول واقعة مأساوية، حيث أكدت أن وداد حمدي قتلت بدلا منها.
قالت يسرا إن الريجيسير متي باسليوس قد زار منزلها، ولكن الطباخ أخبره أنها غير متواجدة في المنزل.
وداد حمديبعد ذلك، حاول الريجيسير الوصول إلى أحمد زكي في الفندق الذي كان يقيم فيه، لكن أمن الفندق منعه من الدخول.
فقرر بعدها الذهاب إلى منزل وداد حمدي، لأنه كان يعلم أنها تعيش بمفردها.
في الواقع، لم يكن الريجستير متى باسيلوس يخطط في البداية لقتل وداد حمدي.، حيث كان يستهدف بدلاً من ذلك الفنانة يسرا والفنان أحمد زكي، اللذين كانا من أبرز نجوم التمثيل في التسعينيات وكان يعتقد أن لديهما ثروة كبيرة، وكان ينوي سرقتهما وربما قتلهما.
وداد حمديومع ذلك، تدخل القدر بشكل غير متوقع في مسار الأحداث، حيث اعتقد الريجستير بالخطأ أن وداد حمدي، التي أمضت نصف حياتها في التمثيل، قد تكون هدفه المناسب.
لم يكن يدرك أن أدوار وداد الثانوية لم تكفل لها حياة آمنة أو مستقرة كما افترض.
وفي الواقع، كانت وداد حمدي تعيش في منزل يملكه زوجها الأخير، صلاح قابيل، وكانت حالتها الصحية تتدهور في العام الذي تم فيه قتلها.
وداد حمديهذا الوضع الصحي السيء دفعها إلى إلغاء العديد من الأفلام التي كانت قد تعاقدت عليها، وقامت بصرف كل ما تملكه على تكاليف العلاج وتعليم ابنها الوحيد، عمرو، الذي كان في سن الجامعة.
ومع ذلك، فإن الريجيسير متى باسيلوس لم يكن يعلم بكل هذه التفاصيل والظروف الصعبة التي كانت تواجهها وداد، وعندما فشل في العثور على يُسرا، قرر التوجه إلى أقرب شخص له.
بالصدفة، رأى وداد حمدي تطل من الشرفة، فتوجه إليها وزعم أنه مُرهق وطلب منها كوب ماء، فأحضرت له كوبًا من الماء وآخر من الليمون، ثم ذهبت للصلاة.
لكن حينما استدارت، هاجمها باسيلوس بشكل مفاجئ ووضع يده على فمها، مطالبًا إياها بكل المال الذي تملكه.
رغم أن وداد حمدي كانت سريعة في الاستجابة لمطلب باسيلوس، حيث أعطته كل ما كانت تمتلكه من المال، إلا أن لحظها العثر كانت أقل مما كان يتوقعه باسيلوس.
هذا جعله يشعر بالغضب الشديد، حيث لم يأبه لاستغاثات وداد، بل قام بطعنها باستخدام السكين الذي كان قد أخفاه في جيبه.
وبهذا، سقطت وداد حمدي قتيلة وهي في عمر الستين، دون أن يشفع لها تاريخها الفني لدى باسيلوس المجنون.