الحزن ليس اعتراضًا على قضاء الله، بل هو شعور إنساني طبيعي. الإسلام يعترف بهذا الشعور ويعتبره جزءًا من طبيعة البشر، ولكنه يشجع على الرضا بقضاء الله وتسليمه.
الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، يوضح أن الرضا والتسليم بقضاء الله يمكن أن يمر بمراحل متعددة، وقد لا يتعارض مع الحزن طالما أن المسلم يحافظ على ثقته بحكمة الله.
المرحلة الأولى من التسليم تتضمن مقاومة الحزن والاعتراض، بمعنى أن الشخص قد يحزن ولكنه يظل مؤمنًا بأن قضاء الله هو الأفضل، وأن هناك حكمة وراءه.
في هذه المرحلة، يمكن للشخص أن يبكي ويبدي حزنه، ولكنه يحاول عدم الاعتراض على حكم الله.
المرحلة الثانية تتمثل في عدم الشعور بالحزن. الشخص هنا يصبح مطمئنًا ويقابل المصائب بابتسامة، متأكدًا من لطف الله وحكمته.
أما المرحلة الثالثة، فيبكي الشخص لأن الله قدّر له ذلك، ولكن البكاء هنا ليس للاعتراض بل للتعبير عن مشاعره الإنسانية. النبي محمد ﷺ نفسه بكى عند وفاة ابنه إبراهيم، ولكنه أظهر التسليم لقضاء الله. بكى لأنه كان يعلم أن الله قدر هذا ليبكي، وأنه يبكي في مقام الرضا والتسليم.
الشيخ أبو الحسن الشاذلي يشير إلى أن أسباب الشعور بالقبض (الضيق) يمكن أن تكون نتيجة ذنب ارتكبه الشخص، أو بسبب فقدان شيء من الدنيا، أو لشخص يؤذيك. في هذه الحالات، يستحب التوبة إلى الله، والرجوع إليه، والصبر على الظلم، والتسليم لجريان الأقدار.
إذا شعر الشخص بالحزن، فمن الجيد التعبير عنه بطريقة صحية، مع المحافظة على الثقة بأن الله يعلم ما هو أفضل لنا. الرضا والتسليم بقضاء الله لا يعني أن الإنسان لا يشعر بالحزن، ولكنه يعني أنه يواجه الحزن بإيمان ويظل على يقين بأن الله هو العليم الحكيم.