في موقف نادر، ترك الشعب أسواق السمك خاوية، في محاولة لكسر جشع التجار الذي تفشى في العديد من المدن الساحلية. بدأت القصة بحملة مقاطعة بسيطة للأسماك، وهي التجارة الرائدة في بورسعيد، وامتد صداها ليصل إلى مدن أخرى، بما في ذلك الإسكندرية. يهدف المواطنون من خلال هذه المقاطعة إلى وضع حد لارتفاع الأسعار غير المنضبط، والذي لا يأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الكثيرون.
أما التجار، فهم في حيرة من أمرهم، إذ يعانون من تراجع المبيعات ويبحثون عن حلول لتجنب الخسائر الناجمة عن تكدس الأسماك. وفقًا لتصريحات رشا أحمد، عضو اتحاد الناشرين في الإسكندرية، يواجه التجار صعوبة في العثور على مكعبات ثلج لحفظ الأسماك، ما يزيد من معاناتهم وسط هذه المقاطعة.
هذه المبادرة الشعبية تظهر مدى قوة تأثير المستهلكين عندما يتحدون من أجل قضية مشتركة، وتبرز الحاجة إلى وجود توازن بين مصالح التجار ومتطلبات الشعب. إذا استمر الضغط الشعبي، فمن المحتمل أن يضطر التجار إلى مراجعة سياستهم في التسعير واعتماد نهج أكثر عدالة تجاه العملاء.
في طرفة عين، انتشر بين المدن الساحلية خبر مقاطعة أهل بورسعيد للسمك لمعاقبة جشع التجار والحد من الارتفاع العشوائي للأسعار، نفّذ السكان وعدهم، وأصبحت أسواق السمك خاوية، تقول رشا أحمد: «الناس نفّذوا المقاطعة، والسمك هيعفن وعمّالين يشتروا في عربيات ثلج، والأسعار انخفضت، الله المستعان».
رغم أن حملة مقاطعة السمك في بورسعيد نجحت في خفض الأسعار خلال الأيام الأولى، إلا أنها ما زالت مستمرة، حيث يصر المواطنون على عدم الشراء. ونتيجة لهذه المقاطعة، تعرض تجار الأسماك في ثماني محافظات ساحلية، وهي الإسكندرية وبورسعيد ودمياط والإسماعيلية والشرقية وبني سويف والسويس والغربية، لخسائر فادحة.