قضاء الأطفال والمراهقين ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف الذكية والإنترنت، بما في ذلك التطبيقات والألعاب الإلكترونية، قد يؤدي إلى مشاكل صحية واجتماعية. يمكن أن يصل هذا السلوك إلى حد الإدمان، وفقًا للمواصفات التشخيصية الحديثة.
بالنسبة لتشخيص وعلاج الإدمان على الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية، فإن الدكتور محمد حمودة يشير إلى أن الأدمان ليس مقتصرًا على المخدرات فقط، بل يمكن أن يشمل أيضًا الأشياء الأخرى مثل الإنترنت والألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية وتطبيقاتها. هذه الأشياء قد تسبب إدمانًا وتستنزف وقت الأطفال والمراهقين بشكل لا واعي.
ويشير الدكتور حمودة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية يعملون على تحفيز مراكز المكافأة في المخ عن طريق إفراز مادة الدوبامين، وهي المادة المرتبطة بالحصول على مكاسب سريعة، وهذا يشبه تأثير إدمان المخدرات.
للوقاية من هذا الإدمان ومعالجة آثاره، يجب التركيز على عدة نقاط.
أولاً، يجب تنظيم وقت استخدام الأطفال والمراهقين للإنترنت والهواتف الذكية، وعدم السماح بتجاوز 48 ساعة في الأسبوع.
ثانيًا، يجب توفير بدائل صحية ومثيرة للاهتمام للألعاب الإلكترونية والتطبيقات الذكية، مثل ممارسة الرياضة وتعزيز التواصل الاجتماعي مع العائلة والأصدقاء.
ثالثًا، يجب توعية الأطفال والمراهقين بمخاطر إدمان الإنترنت وتأثيراتها السلبية على الصحة النفسية والجسدية، بما في ذلك الشعور بالعزلة وظهور مشاكل صحية مثل ضعف النظر ومشاكل الغضروف وزيادة نشاط الدماغ التي يمكن أن تؤدي إلى الصرع نتيجة للوقت الطويل المقضى أمام الشاشات.
تهدف هذه الإجراءات إلى تحقيق التوازن في استخدامالتكنولوجيا والحد من الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية. كما يُشجع أيضًا التواصل المفتوح والمستمر مع الأبناء لفهم أنشطتهم على الإنترنت وتوجيههم بشأن استخدامها السليم.
من الجدير بالذكر أنه في حالة الإدمان الخطيرة والمستمرة على الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية، قد يكون من الضروري الحصول على مساعدة متخصصة.
ينبغي استشارة الطبيب النفسي أو الاستشاري في مجال الصحة النفسية لتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب. قد يشمل العلاج الإرشاد النفسي والتربوي، وتعلم مهارات إدارة الوقت وتنظيم النشاطات، وتطوير استراتيجيات التحكم في الرغبة والمنع المسبق للتعرض للمحفزات الإدمانية.
لا تنسى أن الرقابة والتوجيه الوالدين تلعب دورًا حاسمًا في التحكم في استخدام الأطفال والمراهقين للتكنولوجيا.
يجب أن يكون هناك حوار مستمر وفتح للنقاش حول تأثيرات الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية وضرورة توازنها مع الأنشطة الأخرى في الحياة اليومية.