اتفق الفقهاء على أن عورة المرأة في الصلاة هي ما عدا الوجه والكفين، وبالتالي يُحرم على المرأة أن تصلي وأحد أعضاء جسمها مكشوفًا، باستثناء الوجه والكفين. وفيما يتعلق بالقدمين، فقد اختلفت الآراء بين الفقهاء:
1. المالكية والشافعية والحنابلة يرون أن القدمين من عورة المرأة في الصلاة، استنادًا إلى الحديث الذي روته أم سلمة رضي الله عنها والذي يُشير إلى ضرورة تغطية ظهور قدميها في الصلاة.
2. أما الحنفية فهم يرون أن القدمين ليستا من عورة المرأة في الصلاة، ويُسمح لها بإبقاءهما مكشوفين.
لذا، يُفضل على المرأة في الصلاة أن تحرص على تغطية قدميها بملابس تتناسب مع الحشمة وتقيم الصلاة بطريقة تحافظ على كرامتها وخضوعها أمام الله.
قامت جماعة من الفقهاء، بما في ذلك ابن قدامة في كتابه "المغني"، بالقول بوجوب تغطية القدمين في الصلاة. وذكروا أن عدم كشف القدمين في الإحرام يشير إلى وجوب تغطيتهما في الصلاة، بينما يُمكن كشف الساقين في بعض الأحوال.
أما بعض الفقهاء فقد ذهبوا إلى أنه لا يجب ستر القدمين في الصلاة، فالخلاف بين الفقهاء محصور في القدمين فقط، حيث يرون أنه يجوز ترك القدمين مكشوفين في الصلاة، بينما الأراء الأخرى تُشير إلى وجوب تغطيتهما.
يجب على المرأة ستر عورتها أثناء الصلاة حتى لو كانت تصلي في منزلها ولا يراها أحد. ويجب عليها أن تستر جميع بدنها ماعدا الوجه والكفين، وتستر الساقين إلى الكعبين، وهذا الأمر لا يختلف فيه بين الفقهاء.
أما ستر ظهور القدمين، فقد اختلف فيه العلماء، حيث يرى الجمهور من الفقهاء أنه يجب على المرأة ستر ظهور قدميها في الصلاة، بينما هناك أقوال تقول بأنه يجوز كشفهما. ومع ذلك، فإن الأفضل للمرأة أن تتقي الحشمة وتغطي قدميها خلال الصلاة، لتحافظ على التقوى والاحتشام أمام الله.