الاعتقاد بالحياة بعد الموت كان جزءًا أساسيًا من العقيدة المصرية القديمة. كان المصريون القدماء يعتقدون في وجود الحياة الأبدية والحاجة إلى الاستعداد لها.
وقد ارتبط اللون الأسود بالحزن والحداد على المتوفى في المجتمع المصري القديم. كانوا يرتدون الملابس السوداء كتعبير عن التضامن مع أفراد العائلة والحزن على فقدان الشخص المتوفى.
وكان لدى المصريين القدماء العديد من الطقوس والتقاليد التي كانوا يمارسونها بعد وفاة الشخص. ومن بين هذه الطقوس الشهيرة كانت "أربعين الميت". وفي هذه الطقوس، يُحيي المصريون ذكرى المتوفى بعد مرور أربعين يومًا على وفاته.
يقام الاحتفال في المقبرة، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء لقراءة القرآن والدعاء للمتوفى بالرحمة والمغفرة. كما يتم توزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين كتعبير عن العطاء والتضامن.
تعود أصول هذه الطقوس إلى طقوس التحنيط التي كانت تمارسها الحضارة المصرية القديمة. وفي هذه الطقوس، كان يستغرق التحنيط مدة تتراوح بين 40 و70 يومًا، وفي اليوم الأربعين، كان يعتقد أن روح المتوفى تحررت من جسدها وأصبحت جاهزة للسفر إلى العالم الآخر.
يظل ارتداء الملابس السوداء وممارسة طقوس الحداد والاحتفال بأربعين الميت جزءًا من التقاليد والعادات المصرية حتى اليوم، حيث يستمر الناس في التعبير عن الحزن والتضامن مع المتوفى وتذكرهم بعد فقدانهم.