أوضحت وزارة الصحة والسكان أنه يجب على ذوي الأمراض المزمنة استشارة الطبيب قبل الصيام في شهر رمضان، ورصدت بعض الحالات التي يمكنها الصيام والحالات التي ينبغي تجنبها، مثل مرضى السكر وارتفاع ضغط الدم.
يشير الدكتور أحمد كريمه، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إلى أن الإسلام يعتبر الصحة وسلامة الفرد أمورًا مهمة، وبناءً على ذلك يجب على المرضى الاستماع للرأي الطبي واتخاذ القرار المناسب بشأن الصيام أو عدمه.
من جهته، يقول الدكتور رامي غيط، استشاري الجهاز الهضمي والكبد بجامعة عين شمس، إن مرضى السكر وارتفاع ضغط الدم يحتاجون إلى اهتمام خاص، حيث يُنصح بعدم الصيام لمرضى السكر من النوع 1، وقد يكون الصيام ممكنًا لمرضى السكر من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم بشرط أن تكون حالتهم الصحية تحت السيطرة.
يُشدد على أن القرار بشأن الصيام يعتمد على تقييم الأطباء، حيث يُقسم مرضى السكر إلى مجموعات حسب درجة الخطورة، ويُحدد ما إذا كان بإمكانهم الصيام أو يجب عليهم تجنبه.
من ناحية أخرى، يُشير الدكتور محمد مصطفى فاروق، استشاري أمراض القلب بجامعة عين شمس، إلى أن مرضى القلب يحتاجون إلى اتباع إرشادات خاصة في رمضان، مثل تجنب الجفاف وتناول السوائل بشكل منتظم لتجنب المشاكل المرتبطة بالصيام.
يركز الطبيبان على أهمية استشارة الأطباء واتخاذ القرارات السليمة بناءً على الحالة الصحية الفردية لكل شخص، مع التأكيد على أن الإسلام يشدد على رعاية الصحة وعدم التعرض للمخاطر الصحية أثناء الصيام.
وأكدت وزارة الصحة أهمية متابعة المرضى مع الأطباء قبل وأثناء شهر رمضان، حيث ينبغي على المريض استشارة الطبيب للتأكد من إمكانية الصيام وضبط جرعات الأدوية لتتناسب مع ساعات الصيام. ويشدد الأطباء على ضرورة تعديل الجرعات بدقة، خاصة للأدوية المانعة لتجلط الدم ومثبطات الصفائح الدموية.
وفيما يتعلق بمرضى القلب، يوصي الأطباء بالتحدث مع الطبيب قبل شهر رمضان، خاصة إذا كان لديهم أعراض مثل آلام في الصدر ودوخة وإغماء وضيق في التنفس. يتم تصنيف الحالات الخطرة، مثل قصور القلب ومن خضعوا لعمليات قلب مفتوح أو أصيبوا بنوبة قلبية، كمراجعة هامة قبل الصيام.
أما بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم، فيجب عليهم مراجعة الطبيب قبل رمضان لتحديد إمكانية الصيام وضبط جرعات الدواء بما يتناسب مع ساعات السحور والإفطار.
يُشجع على استخدام أدوية ضغط الدم ذات المفعول الطويل المدى التي يمكن تناولها مرة واحدة أو مرتين في اليوم دون تعارض مع الصيام.
وبالنسبة لمرضى الكلى، يُصنفون إلى ثلاث فئات حسب درجة المرض، حيث يتعين على مرضى القصور الكلوي الحاد عدم الصيام حتى تتحسن حالتهم. أما مرضى الكلى المزمن، فيختلف قرار الصيام بحسب مراحل اعتلال الكلى. يُفضل عدم الصيام لمرضى الكلى من الدرجة الثالثة فأعلى، حيث قد يتسبب الصيام في مشاكل صحية خطيرة.
أخذاً بعين الاعتبار الحالات الخاصة كمرضى غسيل الدم ومرضى تليف الكبد، يُركز على أهمية استشارة الطبيب واتخاذ قرار صحي دقيق بناءً على الحالة الصحية الفردية لكل شخص.
يتم التأكيد على أن الرخصة لعدم الصيام قد تُمنح لمن يعانون من ظروف صحية تستوجب إفطارًا لضمان تناول العلاج أو تجنب المشاكل الصحية الحادة.