يستخدم الكثير من الأشخاص هواتفهم المحمولة لفترات طويلة، سواء للتصفح، متابعة الأخبار، استقبال المكالمات، أو الأحاديث الطويلة عبر المكالمات الهاتفية.
ومن المهم الإشارة إلى أن هذا الاعتماد المتزايد على الهواتف المحمولة يمكن أن يسبب مخاطر صحية.
تشير دراسة حديثة نُشرت في صحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن قضاء ساعات طويلة ومتواصلة في التحدث عبر الهواتف المحمولة يرتبط بزيادة معدلات ضغط الدم المرتفع، الذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات صحية خطيرة.
شملت الدراسة عينة كبيرة من 212 ألف شخص في بريطانيا، ووجدت أن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم يرتبط بشكل كبير بزيادة الوقت الذي يقضيه الأفراد في المكالمات عبر الهواتف المحمولة.
وأشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يقضون ما لا يقل عن 30 دقيقة في المكالمات الهاتفية أسبوعيًا يكونون أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم بنسبة 12% مقارنة بأولئك الذين يستخدمون الهواتف بشكل أقل.
ووفقًا لنتائج الدراسة، فإن قضاء أكثر من أربع ساعات في الأسبوع بالمكالمات الهاتفية يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وذلك بنسبة 16%، بينما الأشخاص الذين يقضون 6 ساعات في التحدث هاتفيا أسبوعيا هم الأكثر عُرضة بنسبة 25%.
بالفعل، تشير الدراسة إلى أن التعرض لمستويات من طاقة الترددات الراديوية المنبعثة من الهواتف المحمولة يمكن أن يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم. وقد وجد الباحثون أن ارتفاع ضغط الدم يرتبط بوضع الهواتف المحمولة مباشرة على الأذن، في حين لم يحدث ارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص الذين استخدموا السماعات أو مكبرات الصوت.
صحيح، وفقًا لموقع "مايو كلينك" الطبي، يُعتبر ارتفاع ضغط الدم حالة خطيرة تُعرف طبيًا بـ "القاتل الصامت"؛ حيث لا تظهر عادة أي أعراض، وتؤثر على شرايين الجسم. يتسبب ارتفاع ضغط الدم في اندفاع الدم بشكل مفرط نحو جدران الشرايين، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر باستمرار. في النهاية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية التي قد تكون قاتلة.