يشير سعر الأونصة العالمية إلى تسجيل أكبر مكاسب أسبوعية في أكثر من شهرين، نتيجة تراجع مستويات الدولار الأمريكي، وينتظر المتعاملون صدور بيانات الوظائف الأمريكية الرئيسية لتحديد اتجاهات الفيدرالي بخصوص خفض الفائدة.
سجل سعر الأونصة اليوم تحركات محدودة حول مستوى 2050 دولار بالقرب من إغلاق أمس، بعد أن ارتفع يوم أمس ووصل إلى أعلى مستوى في أسبوعين عند 2065 دولار، مسجلا ارتفاعًا بنسبة 0.8%.
تعكس هذه الزيادة في سعر الذهب اليوم تراجعاً للذهب خلال شهر يناير حيث انخفض بنسبة 1.2%، وذلك بسبب تقلص التوقعات بشأن خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي في وقت مبكر من العام. هذا الارتفاع في سعر الذهب اليوم يأتي بعد اجتماع البنك الفيدرالي يوم الأربعاء الماضي الذي أكد عدم نية البنك في خفض الفائدة في مارس، لكنه أشار في المقابل إلى احتمالية خفض الفائدة بعد ذلك.
في اجتماعه، أكد البنك الفيدرالي على استمرار مراقبته للبيانات الاقتصادية وأنها ستلعب دوراً مسؤولاً في صياغة السياسة النقدية، مما دفع الأسواق إلى التركيز على البيانات الأمريكية. أمس، أعلنت بيانات طلبات إعانات البطالة الأمريكية عن ارتفاع كبير تجاوز التوقعات، مما أدى إلى هبوط الدولار الأمريكي. هبط مؤشر الدولار بنسبة 0.5% أمس، وواصل الهبوط اليوم، وسجل أدنى مستوى له في أسبوع، في طريقه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي هو الأول بعد ارتفاع متتالي لمدة أسبوعين. تنتظر الأسواق اليوم صدور تقرير الوظائف الأمريكي لشهر يناير، مع توقعات بتسجيل وظائف جديدة بمقدار 187 ألف مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 216 ألف.
على جانب آخر، شهد العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات انخفاضًا هذا الأسبوع بنسبة 6%، حيث سجل أدنى مستوى له منذ 5 أسابيع عند 3.817%. ووفقًا لتحليل جولد بيليون، فإن هذه العوامل ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب هذا الأسبوع لتعويض الأداء السلبي الذي شهده خلال شهر يناير، حيث تخطت أسعار الذهب أمس مستوى المقاومة عند 2040 دولار للأونصة ووصلت إلى مستهدف الأسعار الأول عند 2065 دولار للأونصة. يعتمد مستقبل أسعار الذهب على أداء الدولار الأمريكي بعد صدور تقرير الوظائف اليوم.
حظي الذهب بالدعم خلال شهر يناير من التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر، ومخاوف من تعطل إمدادات النفط العالمي وتأخر سلاسل التوريد، بالإضافة إلى حادث مقتل 3 جنود أمريكيين في الأردن وتعهد الولايات المتحدة بالرد وحماية جنودها. وهذا ساهم في دفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن لتأمين محافظهم المالية.