كانت الدول الأوروبية الاستعمارية في العالم الجديد تمارس سياسات القمع والاستغلال بحق السكان الأصليين، كما قامت بإقامة سجون لاحتجاز المجرمين، وكانت هذه السجون تُستخدم لحبس الأفراد الذين اعتبروا "متمردين" أو معارضين للاستعمار الأوروبي.
واتبعت بريطانيا سياسة النفي كعقوبة لبعض الجرائم، وكانت توجه نفي اللصوص ومهربي الصوف إلى أمريكا، واستمرت هذه الممارسة حتى بعد فقدان بريطانيا لمعظم مستعمراتها في أمريكا الشمالية.
فيما يخص أستراليا، أصبحت وجهة لنقل المجرمين بعد تفاقم مشكلة الاكتظاظ في السجون البريطانية. بدأت هذه السياسة بعد فقدان بريطانيا للمستعمرات في أمريكا، حيث أرسلت السجناء إلى نيو ساوث ويلز في عام 1788، مما أسهم في تشكيل تاريخ استراليا كوجهة للمجرمين المنفيين.
كانت رحلة الأسطول إلى أستراليا في عام 1788 هي بداية استعمار بريطاني كبير للقارة، وكان ذلك بتوجيه المجرمين إلى هذا المكان. استمر الوصول لعدة عقود، وكان هناك عدد قليل من المستوطنين "الأحرار" في البداية.
يشير التأريخ إلى أن ظروف الحياة للمجرمين في أستراليا كانت قاسية، خاصة في الفترة الأولى. وكما ذكرت، كانت جزيرة نورفولك هي وجهة إرسال المجرمين، وكانت ظروف الاعتقال فيها صعبة جدًا. استمرت هذه الظروف حتى منتصف القرن التاسع عشر.
تحولت استراليا بمرور الوقت من مكان نفي للمجرمين إلى مستوطنة متنوعة ومزدهرة، وأصبحت تاريخاً غنياً وتأثيراً قوياً في تطور البلاد.
صحيح، أستراليا شهدت تطوراً كبيرًا منذ فترة نفي المجرمين، وأصبحت وجهة للعديد من الهجرات والاستيطان. على الرغم من بدايتها بالمجرمين، تحولت البلاد إلى مجتمع متنوع ومزدهر.
أما فيما يتعلق بغويانا الفرنسية، فقد كانت أيضًا مكانًا لنفي المجرمين في بعض الفترات. الفترة الفرنسية الأوائلة في غويانا شهدت الصراعات مع الهولنديين والبريطانيين، ولكن انتزاع السيطرة الفرنسية جعلها تبقى تحت تأثير فرنسا حتى اليوم.
نعم، فإن إلغاء العبودية في فرنسا في عام 1848 أحدث تحولات كبيرة في الهيكل الاقتصادي والاجتماعي. تكبد القطاع الزراعي نقصًا في القوى العاملة، ولجأت الحكومة الفرنسية إلى سياسات تشجيع الهجرة وتصدير المجرمين إلى غويانا الفرنسية للاستفادة من عملهم في توسيع الأراضي الزراعية.
كما أن بناء السجون في غويانا وجزيرة الشيطان، وتوجيه سفن المجرمين أيضًا إلى أرخبيل كاليدونيا الجديدة، يمثل جزءًا من تاريخ نقل المجرمين والمنفيين إلى مناطق نائية للاستفادة من قوى العمل وفتح الأراضي الجديدة.